وسط مستنقعات مياه الفيضانات، قام مئات الأشخاص الذين فروا من إحدى المناطق الأكثر تضررا في باكستان بنصب الخيام على الأرض المرتفعة الوحيدة التي تمكنوا من العثور عليها، على الضفاف المرتفعة لقناة سيف الله ماجسي.
وكان السطان قد غادروا منطقة جعفر أباد في إقليم بلوشستان الباكستاني الفقير بسبب طوفان موسمي تقول السلطات إنه أودى بحياة أكثر من 1000 شخص منذ يونيو، وأدى إلى جرف منازلهم ومصادر رزقهم، بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وأبلغ رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الذي زار جعفر أباد، أمس الأحد، إن 75٪ على الأقل من بلوشستان، التي تغطي نصف مساحة الأراضي الباكستانية قد تأثرت جزئيا أو كليا بالفيضانات.
وقال إنه لم ير مثل هذا الفيضان من قبل في حياته ودعا المجتمع الدولي إلى المساعدة، مشيرا بالقول: «إننا نواجه الدمار».
وكان جمالي 32 عاما، أحد الذين كانوا على ضفاف القناة، وهو طالب من إسلام أباد عاد قبل أسابيع قليلة إلى مسقط رأسه في غانداخا في منطقة جعفر آباد كمتطوع لمساعدة ضحايا الفيضانات.
وقال :«حزمنا حقائبنا وأخذنا أشياء ثمينة وتركناها على الجرارات عندما كان الماء يبلغ 4 أقدام فقط، الآن ارتفع منسوب المياه إلى 8 أقدام ولا يمكن للناس ركوب الجرارات، إن الطرق كانت سليمة في البداية وربطت المنطقة ببقية المحافظة ، لكن الطرق والجسور الآن دمرت أو تعذر الوصول إليها».
وتمتلك بلوشستان بالفعل بعضا من أسوأ البنى التحتية والاتصالات في باكستان، وهي حقيقة ستجعل انتعاشها أطول وأصعب.
وعلى الجانب الآخر من القناة فوق جسر توجد مقاطعة السند، حيث يُخشى حدوث المزيد من الفيضانات في الأيام القادمة حيث تتحرك مياه نهر السند المتضخم جنوبا.
أما نظام الدين ، 65 عاما ، ضابط شرطة متقاعد فقد منزله الطيني في هطول الأمطار الغزيرة، كان آخر ممن لجأوا إلى الخيام على ضفة القناة، وقال إن 90٪ من المنازل التي كان يعيش فيها الناس قد هُدمت ونفقت مواشيهم.