أكد السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، على الدور الفاعل لوسائل الإعلام العربية في التصدي لظاهرة الإرهاب والتيارات المتطرفة المسيئة لقيمنا السمحة والمهددة للأفراد والجماعات ولسلامة دولنا الوطنية، مؤكدا على جدوى الاعتماد على الإعلام الرقمي في تعزيز مبادراتكم في هذا الاتجاه.
وتوجه خطابي، بجزيل الشكر لرئاسة الدورة السابقة في شخص وزير الثقافة والإعلام بجمهورية السودان على ما بذله من جهود موفقة، مهنئًا كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على رئاسة الدورة الـ 52، كما تقدم بالشكر للدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات الإعلامية، ذات صفة مراقب، على إسهاماتها القيمة في إثراء أعمال الدورة.
وتابع خطابي: “لقد تابعت بكل الاهتمام في الآونة الاخيرة سلسلة الاجتماعات التحضيرية التي جرت في إطار مجموعات العمل التابعة لمجلسكم الموقر والتي تمحورت حول متابعة عدد من القضايا المحورية لمواصلة تطوير العمل الإعلامي المشترك، ومن هنا فإنني أقدر عاليا جهودكم لتنفيذ أهداف الاستراتيجية الاعلامية العربية بتناسق مع خطة التحرك الإعلامي التي تقع في المقام الأول، ومواصلة الدفاع عن مشروعية القضية الفلسطينية وفي صلبها الدفاع عن الوضع التاريخي والقانوني والروحي للقدس التي تحتل مكانة وجدانية خاصة في قلوبنا والتي تظل مفتاح السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
ولفت إلى أنه تجاوب فورًا مع المبادرة الفلسطينية لجعل يوم 11 مايو يومًا عالميًا للتضامن مع الإعلام الفلسطيني، والذي يتزامن مع ذكرى اغتيال الشهيدة الإعلامية شيرين أبو عاقلة، تعبيرا عن التضامن المطلق مع كافة الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين من المضايقات الممنهجة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي وهم يؤدون رسالتهم المهنية.
وأوضح خطابي، أن التوصيات الصادرة عن الملتقى الإعلامي المنعقد بالمملكة الأردنية الهاشمية في شهر يوليو الماضي بشأن إدراج مادة الإعلام التربوي في مناهج التدريس ببلداننا العربية خطوة عملية لتحصين شبابنا من خطابات العنف والتضليل وتحفيز مهارات الفكر النقدي بعيدا عن القوالب النمطية الأحادية.
وأكد “وبارتباط مع ذلك، تبدو الأهمية الخاصة لاستحداث المرصد والمنصة المدمجة، واستكمال النظام الداخلي للجنة العربية للإعلام الالكتروني، على هدى المقاربة التوافقية التي دأبتم عليها متطلعين لبلورة إعلام عربي يمتلك مقومات كسب ثقة الرأي العام والتفاعل الموضوعي والنزيه مع انشغالاتنا الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية تمشيا مع ضوابط وأخلاقيات ميثاق الشرف الإعلامي العربي، إعلام منفتح على القوى الحية من أحزاب سياسية وجمعيات المجتمع المدني ومجالس منتخبة يكون مرآة حقيقية لتطلعات شعوبنا في العيش الكريم، إعلام للقرب وذو مصداقية يكرس الحق الأصيل للمواطن العربي في الخبر والمعلومة ويسهم في تحقيق الأمن المجتمعي كرافد لا غنى عنه في خدمة الاستقرار والتنمية في سياق دولي مضطرب ومعقد بسبب التصدعات الجيو- سياسية الراهنة، وهشاشة الأوضاع الاقتصادية والمالية والغذائية والطاقية، إعلام قادر على مسايرة التطور التكنولوجي والتحولات الرقمية ولا سيما في ظل هيمنة كبريات الشركات الإعلامية بما يتطلب الأمر من الإسراع بتنزيل استراتيجية موحدة في التعامل معها سواء في بعدها المالي أو على مستوى المحتوى”.
وشدد خطابي، على أنهم مطالبون بمواصلة العمل بكل مسؤولية وإصرار من أجل الإسهام في تأمين صلابة بيتنا العربي الذي نعتز بالانتماء إليه في نطاق أشكال متطورة وخلاقة من التعاون الإعلامي البين – عربي مقدرين أعمال مجلسكم وأنشطته الموفقة في تشجيع التعاون وتبادل التجارب في مختلف المجالات المتنوعة التي نحيي بالمناسبة الإسهامات المهنية للمنظمات والاتحادات التي تعمل تحت مظلة الجامعة العربية في مجالات البث الفضائي والإنتاج البرامجي والدرامي والعمل التلفزيوني والإذاعي والتبادل الإخباري.
وأشار إلى أن قوة وحيوية الفعل العربي ترتبط بصفة عضوية بقوة وتماسك دولنا التي ما زالت البعض منها، مع الأسف، تواجه ظروفا استثنائية وصعبة فإن الرهان الأكبر يظل في تحقيق الأمن والاستقرار والبناء المؤسساتي وتعبئة قدراتنا على كافة واجهات العمل العربي المشترك بما فيها الإعلام الذي يشكل قوة دفع حقيقية نحو توطيد دعائم الترابط الإقليمي، ومد جسور الحوار والتواصل واضعين، في كل الظروف والأحوال، المصالح العربية فوق كل الاعتبارات”.
وتقدم السفير خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، بالتهاني للبنان على اختيارها عاصمة للإعلام العربي برسم سنة 2023، مجددين تضامننا مع هذا البلد العربي الذي يأبى القهر والانكسار متطلعين إلى مشاركة عربية واسعة بما في ذلك من طرف الكتاب والإعلاميين والمبدعين والمؤثرين تجسيد لهذا التضامن.