الخبز البدوى أو “المخمر” هوخبز من نوع خاص تقوم السيدة البدوية في مطروح بصنعه إلى أطفال النجع في البادية ويقبل عليه أطفال القبيلة لما له من طعم حلو ومذاق جيد.
ويصنع باستخدام الرحاة البدوية والتي تستخدمها دائما عجوز البيت أوالمرأة الكبيرة في البيت البدوى لتطحن بها يوميا الشعير لصناعة دقيق الخبز حسب الكمية المطلوبة .
ويقول منعم العبيدى الباحث في التراث البدوى في حديث لـ”الأيام” :” الخبز وصناعته طقس بدوى من الطراز الخاص بمطبخ البادية في مطروح , حيث تقوم الأم البدوية بغربلة الطحين قبل عجنه بالماء وتضع عليه قطعة عجينة محفوظة كخميرة من اليوم السابق، ثم تقوم بتغطيته بالخيش بعيدا عن مهب الريح لعدة ساعات كي يتخمر العجين ، ثم تقوم بتقسيمه ككرات صغيرة بحجم اكبر قليلا من قبضة اليد استعدادا لتقريصه وفرده بالمقرصة وهي خشبة دائرية لها مقبضان من الجانبين تقوم بفرد العجين حتى يصبح خبزا جاهزا للطهي”.
وأضاف العبيدي أنه يتم وضع الخبز أو “المخمر” بثلاثة طرق مختلفة :
أولا : عبر الفرن المبني بالأحجار والطين من طابقين ارتفاع كل طابق تقريبا من 25 إلي 35 سنتيمتر تفصلهما قطعة من الحديد أو الصاج تسمي “الطاوه” ويترك فتحة ما بين الطابقين تسمى “الشاروقة ” يوضع منها الحطب وتعلو منها النار وصولا لسقف الفرن كي ينضج المخمر بشكل كامل
ثانيا : عبر وضع المخمر فوق طاوه موضوعة بشكل أفقي فوق ثلاثة “مناصب” كبار ، والمناصب هي أحجار صلبة ترفع الطاوه قليلا عن نار الحطب “المكبوره” أو المشتعلة تحتها، وبعدما تنضج المخمره من أسفل تقوم العجوز بسحبها من فوق الطاوه وقلبها فوق الجمر كي “تتقمر ” وتنضج بشكل كامل، وتستعمل هذه الطريقة أيضا مع ” المجردق “، والمجردق هو خبز رقيق جدا سريع التحضير و غير متخمر.
ثالثا :عبر طهي الخبز عن طريق التنور أو الطابونة، وهي عبارة عن نصف برميل صاجي اسطواني الشكل مفتوح من الجانبين قطره 70 سنتيمتر تقريبا،ويدفن جزء منه في الأرض بشكل رأسي ،ويوضع الحطب داخله، وتقوم العجوز بلصق المخمر أو المجردق عليه من الخارج حتى ينضج.