رياح الخماسين المنتظر أن تهب على مصر خلال الساعات المقبلة، تفتح النقاش حول الآداب والسنن المستحبة عند هبوب رياح شديدة، يأتى ذلك فى سياق توقعات هيئة الأرصاد الجوية، بأن يشهد اليوم الأربعاء، ارتفاعا ملحوظا ومؤقتا فى درجات الحرارة بقيم تتراوح من 5: 6 درجات على كافة الأنحاء ليسود طقس شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا.
ومن المتوقع اليوم نشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة على مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى والوجه البحرى مدن القناة وتؤدى إلى تدهور الرؤية الأفقية على مناطق من السواحل الشمالية والصحراء الغربية ، ونشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة على بعض المناطق من شمال الصعيد .
رياح الخماسين وكل الظواهر الطبيعية لها أدعة مستحبة
لكن الكثير منا لا يعرف السنن المستحبة عند حدوث بعض الظواهر الطبيعية مثل هطول المطر وكسوف الشمس وخسوف القمر، وبما أن الأحوال الجوية تشهد حالة من عدم الاستقرار، سيعقبها رياح الخماسين، وهنا ننوه عن هذه السنن والآداب.
فقورد في السُّنَّة المطهَّرة كثيرٌ من الأدعية المستحبَّة عند اشتداد الرياح وهبوب العواصف؛ منها: ما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا عصفت الرياح: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» رواه مسلم.
وفي روايةٍ للإمام أحمد في “مسنده” من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، كان يقول: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا».
وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: ما هبَّت ريحٌ قطُّ إلَّا جثَا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتيه، وقال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلَهَا رِيحًا» أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير”، والإمام الشافعي في “مسنده” -واللفظ له-، وابن أبي شيبة في “مصنفه”.
فمن هذه الآثار أَخَذ الفقهاء استحباب الدعاء عند الريح الشديدة ونحوها من الكوارث والأهوال بالأدعية المذكورة، وكذلك استحبوا الصلاة عند حدوثها وهبوبها.