الدكتور محمد علي عطا يكتب: الغشاوة
الغشاوة غشاء معنوي رقيق، يحول بينك وبين إبصار الواضحات، واستماع المناصحات، وإدراك المدركات، وهي أنواع، منها: غشاوة التقديس كتقديس الأصنام والأشخاص والكيانات، وغشاوة الثقة، وغشاوة الطاعة العمياء: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) (الأحزاب 67).
وغشاوة الحب التي تذهلك عن رؤية العيوب:
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ
إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِ
وغشاوة الرضا والكراهية اللتان تمنعانك عن رؤية أي ميزة أو عيب:
وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ
ولكنّ عين السخط تبدي المساويَ
وغشاوة الاتباع:
وما أنا إلا من غزيَّةَ إنْ غوتْ
غويتُ وإنْ ترشدْ غزيَّةُ أرشد
وغشاوة المحنة:
يُقضى على المرءِ في أيامِ محنتِه
حتى يرى حسنًا ما ليسَ بالحسنِ
وغشاوة الغُربة:
ومَن يغتربْ يحسَبْ عدوًّا صديقَهُ
وغشاوة الحرص الزائد على المال والشرف والجاه: قال رسول الله فيما رواه الإمام أحمد: “ما ذئبان جائعان أُرسِلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه”.
وغشاوة التقليد، وغشاوة السذاجة، وغشاوة الإلف، وغشاوة الصلاح…إلخ.
وقد يعتري الإنسان نوع أو أكثر من هذه الغشاوات، وعندما تُزال يتعجب الإنسان كيف عاش كل هذه السنين تحتها، رغم وضوح الحقائق وضوح الشمس في رابعة النهار!
لذلك يجب ألا تغفل رسل الله إليك، من نصح ناصح، أو توجيه محب؛ حتى تخرج من عشاوتك بأقل الخسائر.