القتل باسم الدين جريمة ضد الإنسانية، وكبيرة من الكبائر الشرعية، إلا أنها باتت شريعة الإرهابيين وباتوا يؤمنون بعقيدة واحدة في قتل الأبرياء وهي «قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار».
إنها العقيدة العقيدة الراسخة التي تؤمن بها كافة عناصر الجماعات الإرهابية المتشددة، التي تستبيح «الدم الحرام» و القتل باسم الدين، استناداً إلى أحاديث ضعيفة، وآيات قرآنية منسوخة وتأويلات شاذة لبعض أئمة التكفير.
«الأيام» تناقش في السطور التالية قضية القتال والأعمال الإجرامية التي ترتكبها الجماعات الإرهابية في الوطن العربي باسم الدين.
الشيخ مصطفى العطفي: كل دماء بني آدم حرام.. والجماعات الإرهابية تستند لمغالطات فكرية
في البداية يقول فضيلة الشيخ مصطفى العطفي وكيل وزارة الأوقاف سابقاً إن كل دماء بني آدم حرام بعيداً عن ديانته وعقيدته، ولا يجوز إهدار دم أي إنسان إلا من خلال ولي الأمر وبعد ثبوت إدانته رسميا.
وأضاف العطفي إن الجماعات الإرهابية بكل أنواعها تستند زورا وبهتانا على مجموعة من الأراء والفتاوى والتفسيرات الخاطئة والشاذة لبعض الأيات القرآنية والأحاديث النبوية، لشرعنة القتل باسم الدين.
ومن هذه الأيات التي تستخدم في غير موضعها قوله تعالي: «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ».
وقوله سبحانه وتعالى: «َاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ».
وقوله تعالي: «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ»، فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ».
وشدد الشيخ مصطفى العطفي على أن هذه الآيات مقيدة بأحكام شرعية، وحدود لا يجوز تخطيها كما أمرنا الرسول الكريم.
كما أن الفقهاء الأربعة أجمعوا على أن أمر الجهاد لا يكون إلا بأمر وإذن ولي الأمر أي الحاكم، ولا يجوز لأي فرد أو جماعة إعلان الجهاد والقتل باسم الدين، وإلا كانت جماعة مارقة وخارجة عن حدود الدين والقانون، ويجوز شرعا قتالها حتى تعود لجادة الحق.