أجرى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، محادثات منفردة مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وجاء ذلك خلال استقبال تبون، اليوم الإثنين، بمقر الرئاسة الجزائرية بالعاصمة، للمسؤول الأوروبي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر.
وكان رئيس الحكومة الجزائرية، أيمن عبد الرحمن، استقبل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة، بحضور وزيري الطاقة والتجارة.
وتأتي زيارة رئيس المجلس الأوروبي إلى الجزائر بعد 10 أيام من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبعد أسابيع من أخرى مماثلة لرئيس الوزراء الايطالي ماريو دراجي.
وفي سياق آخر اتفق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اليوم الأول لزيارته للعاصمة الجزائرية، والتي تستغرق 3 أيام، على إرساء شراكة استراتيجية تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل، وأعلن ماكرون عن تشكيل لجنة من المؤرخين بين بلده والجزائر تعمل على دراسة موضوع أرشيف حقبة الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
ووفقًا لوصف الرئيس الجزائري ، مع نظيره الفرنسي، قال إن شأن الزيارة أن تفتح أفاقا جديدة وتعطي دفعة نوعية في علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين.
وكان الرئيسان تباحثا خلال ما يقارب الساعتين مختلف المجالات انطلاقا من ملف الذاكرة وصولا إلى التعاون الأمني والاقتصادي الرئيس الجزائري، حيث أكد الرئيس الجزائري، أنه بحث مع نظيره الفرنسي، سبل دفع العلاقات مع باريس تكريسا لمبدأ إقامة شراكة استراتيجية، مشيرًا خلال مؤتمر صحفي بالجزائر، إلى عمق العلاقات مع فرنسا، مرورا بملف الذاكرة والتعاون الثنائي والتنسيق بالقضايا الإقليمية.
وصرح الرئيس الجزائري، بأن المباحثات مع نظيره الفرنسي، شملت الوضع في ليبيا المجاورة إلى جانب مالي ومنطقة الساحل، في مسعى لتحقيق الاستقرار، مشددًا على “السعي إلى تفعيل آليات التعاون مع فرنسا من خلال اللجنة الحكومية المشتركة والحوار الاستراتيجي”.
وأبدى تبون، أمله في تعزيز التعاون التجاري مع فرنسا، في ضوء الإصلاحات التي تقوم بها الجزائر، مضيفًا أنه جرى تقييم إعلان الجزائر للتعاون الذي أبرم سنة 2012، في خطوة تهدف إلى تجاوز العقبات، فيما أكد ماكرون، خلال الندوة الصحفية التي عقدها مع تبون، آماله في أن يتم تجاوز الماضي الاستعماري لمواجهة تحديات المستقبل.
وتحدث ماكرون عما وصفه بالماضي المشترك “المعقد والأليم” بين البلدين “حتى منعنا أحيانا من التطلع إلى المستقبل”، معلنا عن تشكيل لجنة مشتركة من مؤرخين ما بين البلدين لدراسة موضوع أرشيف حقبة الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى العمل الذي تقوم به بلاده منذ سنوات على مستوى قضايا الذاكرة بين البلدين، ثم تحدث عن العمل مع اللجنة المشتركة للمؤرخين من أجل النظر في الملف.
واستطرد ماكرون “نحن لم نختر الماضي، بل ورثناه، وعلينا أن نعترف به”، في إشارة إلى فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر بين سنتي 1830 و1962.
وتابع الرئيس الفرنسي، أن المباحثات مع تبون تشمل البحوث والمحروقات والابتكار والتنقل بين البلدين، قائلًا” إن الواقع الدولي الراهن والمصاعب الناتجة عنه تتطلب تعاونا من أجل مواجهة التحديات”.