التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، مع المستشار الألماني أولاف شولتز، وذلك بمقر المستشارية الألمانية في برلين.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن المستشار الألماني رحب بزيارة الرئيس السيسي لبرلين، مثمنا الروابط الوثيقة بين مصر وألمانيا، والزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، لا سيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، ومؤكدا أن مصر تعد أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية للاستقرار والأمن بالمنطقة.
وأعرب الرئيس عن تقديره للقاء المستشار الألماني للمرة الأولى في برلين، مشيدا بالطفرة النوعية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في شتى المجالات، ومؤكدا تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.
كما أشار الرئيس إلى التطلع لمزيد من انخراط ألمانيا عبر آليات مؤسساتها التنموية المختلفة في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، فضلا عن العمل على مضاعفة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، خصوصا في ضوء الفرص الواعدة المتاحة بالمشروعات القومية الكبرى، حيث أكد المستشار شولتز من جانبه حرص ألمانيا على دعم الإجراءات الطموحة التي تقوم بها مصر سعيا لتحقيق التنمية الشاملة، لا سيما من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الألمانية، وتم التوافق بين الجانبين في هذا الصدد على أهمية العمل على تكرار النموذج الناجح للشراكة بين مصر وكبرى الشركات الألمانية، على غرار شركة سيمنز، والذي أثبت نجاحا كبيرا في السنوات الأخيرة.
وأضاف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة، خصوصا التعاون المشترك في مجال الغاز الطبيعي المسال والطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، وتطوير منظومة التعليم الأساسي في مصر.
كما تطرقت المباحثات كذلك إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمة في ليبيا، خصوصا في ضوء كون مصر من أهم دول الجوار لليبيا، إلى جانب الجهود المصرية الصادقة لدعم المسار السياسي الليبي، وكذلك الدور الألماني المهم في هذا الصدد من خلال مسار برلين، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا سعيا لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كل جوانب الأزمة الليبية، وبما يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.
كما ناقش الجانبان آخر تطورات ملف سد النهضة، حيث اتفق الزعيمان على أهمية كسر الجمود الحالي في مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل السد.
أيضا تم استعراض سبل التعاون والتنسيق المشترك في إطار استضافة مصر لقمة المناخ العالمية في شرم الشيخ في نوفمبر من العام الحالي، خصوصا في ضوء الدور البارز للدولتين في مجال قضايا البيئة والمناخ، حيث أعرب المستشار الألماني عن خالص تمنياته بنجاح مصر في استضافة هذا الحدث الدولي الضخم والخروج بنتائج ملموسة من هذه القمة تعزز من عمل المناخ الدولي، في حين أوضح الرئيس السيسي أن مصر تعتزم التركيز خلال هذه القمة على عدد من الملفات المهمة، خصصا ما يتعلق بموضوعات التكيف في إفريقيا، ومسألة التمويل لدعم جهود القارة الإفريقية في مواجهة الظاهرة الخطيرة لتغير المناخ.