ومازلنا مع سلسلة السيد المسيح في القرآن الكريم، والتي نتحدث فيها عن مكانة سيدنا عيسى عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم.
وفي حلقة اليوم نلتقي مع الآية: 45 من سورة آل عمران والتي بشر فيها الله سبحانه وتعالى السيدة مريم بقدوم سيدنا المسيح عليه السلام.
يقول الله سبحانه وتعالى: «إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ» (آل عمران: 45)
الآية تكشف نبوءة الملائكة وتبشيرها بميلاد السيد المسيح
ووحسب تفسير الإمام البغوي فإن الآية تكشف معجزة ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، حيث يخبرنا سبحانه وتعالى أن الملائكة بشرت السيدة مريم عليها السلام بأعظم بشارة، وهو كلمة الله عبده ورسوله عيسى ابن مريم.
ويضيف البغوي في تفسيره، سمي نبي الله عيسى بكلمة الله لأنه كان بالكلمة من الله، لأن حالته خارجة عن الأسباب، وجعله الله من آياته وعجائب مخلوقاته.
وأرسل الله جبريل عليه السلام إلى مريم، فنفخ في جيب درعها فولجت فيها تلك النفخة الذكية من ذلك الملك الزكي، فأنشأ الله منها تلك الروح الزكية، فكان روحانيا نشأ من مادة روحانية، فلهذا سمى روح الله.
ثم تستطرد الآية الكريمة «وجيها في الدنيا والآخرة» أي: له الوجاهة العظيمة في الدنيا، جعله الله أحد أولي العزم من المرسلين أصحاب الشرائع الكبار والأتباع، ونشر الله له من الذكر ما ملأ ما بين المشرق والمغرب.
ليس هذا فحسب بل إن الله جعل له مكانة عظيمة في الآخرة فهو وجيهاً عند الله يشفع للناس عند الله أسوة بالنبيين والمرسلين، ويظهر فضله على أكثر العالمين، فلهذا كان من المقربين إلى الله.