ظل العلماء لسنوات طويلة على قناعة ودون وجود شك بأن الضغوط النفسية للحياة قد تسهم في ارتفاع معدل الإصابة بأمراض المناعة الذاتية دون أن يكون لديهم فهم دقيق لكيفية تأثير الضغوط على المناعة.
يصعب أيضًا تحديد العوامل الكامنة لأمراض المناعة الذاتية ، وذلك لأسباب عدة، منها: اختلاف الأمراض من حيث الشدة والأعراض.
بدأت العديد من الدراسات لمحاولة فهم هذه العلاقة، فأجريت مجموعة من التجارب باستخدام الفئران داخل مختبرات الجمعية الأمريكية، فوجدت أن تعرض الفئران إلى مواقف مجهدة مؤدية إلى التوتر، تسببت في حدوث تغيرات في البكتريا المعوية، مما حفز نشاط الخلايا المناعية، ومن ثم ازدادت مهاجمة الجسم لنفسه من خلال الخلايا المناعية المحفزة، حيث قامت بهجمات على الجسم نفسه.
وأشار الباحثون إلى وجود تداخل قوي بين الجهاز المناعي والميكروبات المعوية، فعندما تشتد الضغوط النفسية على الفئران تبدأ الكائنات المعوية في عمل استجابة قوية تغير من خصائصها، وتؤدى إلى خلل في جهاز المناعة تجعله يقوم بمهاجمة نفسه بدلًا من مهاجمة الميكروبات أو الأجسام الغريبة أو التهديدات الخارجية.
أظهرت الدراسات أن الإجهاد يؤدى إلى تنشيط الجينات البكتيرية في الميكروبات المعوية المرتبطة بالسمات العنيفة مثل نشاط الحركة ونشاط الإشارات المرسلة بين العامل الممرض والمضيف، وأكدت على أن تلك الميكروبات المعوية تستطيع أن تنقل تلك الصفات إلى أجزاء أخرى بالجسم منها الغدد الليمفاوية، فتثير استجابة مناعية خاطئة تسبب حدوث أمراض المناعة الذاتية.
وعند قيام الباحثين بتحليل الغدد الليمفاوية للفئران المجهدة وجدوا وفرة في العديد من أنواع البكتريا المسببة للأمراض المناعية.
ما الذي يؤدى إلى حدوث أمراض المناعة الذاتية ؟
تحدث أمراض المناعة الذاتية نتيجة لخلل في الجهاز المناعي، فيبدأ جهاز المناعة بمهاجمة الجسم نفسه لعدم قدرته على تحديد وتمييز الأجسام الغريبة عن خلايا الجسم، فلذلك يسبب العديد من الأمراض التي يزيد عددها عن ثمانين مرضًا مناعيًّا مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والبهاق، والثعلبة، ومرض السكرى من الدرجة الأولى، والذئبة، والتهاب القولون التقرحي، وغيرها من الأمراض.
كيفية التعامل مع التوتر والتخفيف منه حفاظا على صحة جهاز المناعة
- تجنب مسببات القلق والتوتر
- الحفاظ على الصحة واتباع نظام غذائي صحي غنى بالفيتامينات والمعادن
- تناول المكملات الغذائية
- شرب الماء باستمرار لقدرته على نقل خلايا الجهاز المناعي لجميع أنحاء وأعضاء الجسم
- أخذ القسط الكافي من النوم للتخفيف من التوتر
- فضلا عن أهمية البكاء في تقوية جهاز المناعة