لعبت المرأة المصرية دورا هاما في حرب أكتوبر 1973، حيث ساعدت القوات المسلحة في نقل المواد الغذائية والإمدادات الطبية للجيش، كما شاركن في الأعمال التطوعية لصيانة المعدات والسيارات العسكرية وإصلاحها.
وتعد نساء حرب أكتوبر مثالا حيا على قوة المرأة المصرية وإرادتها في المشاركة الفعالة بمختلف القضايا الوطنية والدفاع عن الوطن.
هناك طبيبات وممرضات كان لهم دورًا هامًا في التمريض والإسعافات والخدمات الاجتماعية في معالجة جنود حرب أكتوبر، ومنهم:
الحكيمة إصلاح والتي كانت من أهم وأشهر النساء اللاتي لعبن دورًا هامًا في الحرب، وكانت من ضمن طاقم يعمل في مستشفى السويس الميداني والذي عمل بصفة دورية على مدار 24 ساعة بدون راحة.
أما السيدة علية حامد الشطوى، أحد مناضلات بورسعيد، كانت تدرس بالقاهرة والتي ذهبت إلى الدكتور محمود حجاج مدير الصحة، وأبدت رغبتها في التطوع، وأرسلها الدكتور حجاج الى المستشفى العسكري.
وفي ظهر اليوم التالي، بدأت الحرب وبدأ العدو في قصف المستشفى على الرغم أن القانون الدولي يحرم ضرب المستشفيات، وغادرت علية حامد المستشفى العسكري، وفي طريقها تقابلت مع والدها الذي أخذها إلى منزل خالتها.
وفي اليوم التالي ذهبت إلى مستشفى غمرة العسكري وأثناء ذهابها التقت عيناها لافتة كتب عليها: “نحن لا نسألك عن دينك أو جنسيتك أو هويتك ولكن نسألك عن مريضك”.
وفي الليل عادت مع سيارات الإسعاف وكانت تكمل عملها في المستشفى الأميري، شاهدت الدكتورة علية مشاهد صعبة جدا ومنها سجادة واحدة استلقى عليها 20 طبيبا بجوار بعضهم من شدة الإرهاق الذي نال منهم.
في النهاية تولت علية الشطوي مسؤولية لجنة التهجير في رأس البر، والتقت بالمحافظ والسكرتير وبدأت في التجهيزات لاستقبال أهالي بور سعيد الذين جاءوا بأغراضهم، حتى انتظمت الأمور في التهجير وعادت إلى بورسعيد.
بالإضافة للسيدة جيهان السادات التي لعبت دورًا هامًا بوصفها “السيدة الأولى” فكان دورها رفع الروح المعنوية للجيش المصري، إذ حرصت على القيام بزيارات ميدانية، كما ذهبت للمستشفيات للاطمئنان على الجرحى والمصابين.
وكان للسيدة جيهان قصة شهيرة مع المقاتل الصلب “سيد حسين” الذي أصيب إصابة بسيطة بعد أن أدى دورًا بطوليًا على جبهة القتال، حيث امتنع البطل “سيد” عن الطعام والشراب لأنه يرى أن إصابته بسيطة ويريد الرجوع إلى الحرب، واستمر الأطباء في إقناعه لمدة يوما كاملا أنه يجب يتناول الطعام لكي يكمل مهمته في القتال ولكن دون جدوى، وفجأة من غير مقدمات دخلت السيدة جيهان السادات وأقنعته بالطعام فوافق.
وعلى جانب آخر، يأتي دور المسؤولة السياسية عن الإسعاف والتمريض الدكتورة سميرة قرارة، التي نقلت كل الأدوات الطبية بعيادة والدها التي كانت توجد في المدرسة القومية بالزمالك، حيث تم تخصيص غرفة لها ليتم تحويلها إلى أحد فصول الإسعاف والتمريض وتم تدريب 150 متطوعة.
وكانت للدكتورة عائشة راتب وزيرة الشئون الاجتماعية السابقة، دورًا كبيرًا، حيث كانت مسؤولة عن توفير متطلبات المعركة عن طريق جمعية الهلال الأحمر، وتقوم على تنفيذ خطه تستهدف تزويد المقاتلين وضحايا العدوان والجرحى بالمستشفيات بالملابس والأمتعة وتوفير أجهزة الراديو والتلفزيون بالمستشفيات لرغبة المصابين في متابعة أخبار المعركة.