بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين.. ما هي حقوق ذوي الهمم في الإسلام؟.. سؤال يطرح نفسه ليجيب عن علماء الأزهر الشريف كي يوضحوا لنا كيف أنصف الإسلام ذوي الإعاقة.
القرآن الكريم ينصف ذوي الهمم
وجه القرآن الكريم المسلمين إلى عدم النفور من ذوي الإعاقة بالبعد عنهم، وقد حض القرآن على مخالطتهم ومجالستهم في المأكل والمشرب، فقد كان النفور منهم شائعًا قبل الإسلام.
يقول الله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون”.
كما نهى القرآن الكريم عن السخرية والتلمز فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }.
حقوق ذوي الهمم في السنة النبوية
وجاء عن أبي هريرة رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله عز وجل: «من أذهبت حبيبته فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا دون الجنة». وعن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة، يريد عينيه».
كما لبى النبي صلى الله عليه وسلم دعوة ضرير، فعن عتبان بن مالك أنه أتى رسول الله صلى الله عليه سلم فقال: يارسول الله إني قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي، وإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصّلي لهم، وددت أنك يا رسول الله تأتي فتصّلي في مصلانا فنتخذه مصلى فقال رسول الله سأفعل إن شاء الله، قال عتبان: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله حتى دخل البيت، ثم قال: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ قال: فأشرت إلى ناحية من البيت، فقام فكبر فقمنا وراءه، فصلى ركعتين ثم سلم، قال: فثاب رجل من أهل الدار حولنا حتى اجتمع في البيت عدد كثير من الرجال.
الأزهر الشريف ينصف ذوي الهمم
ومن جانبه قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الإسلام اهتم بذوي الهمم من خلال جملة من المبادئ الأخلاقية والقيم الحضارية التي تعصم النفوس، وتحفظ الأرواح، وتضبط حركة الحياة والأحياء، فلا فرق في الإسلام بين بني الإنسان بسبب اللون، أو الجنس، أو اللسان.
وأضاف إن اعتناء الإسلام بذوي الهمم والاحتياجات الخاصة كان سابقاً لكل القوانين والمواثيق الدولية، وأمرنا برعاية الآخرين واحترام مشاعرهم، ووالتركيز على التعاون والتضامن.
وحث القرآن المسلمين على عدم الابتعاد عن ذوي الإعاقة، بل المخالطة والمشاركة في الحياة اليومية. يُحظر السخرية والتلميز، مع التشديد على أهمية التفاعل الإيجابي مع هؤلاء الأفراد. الإسلام يركز على الصبر والتعاون، مما يظهر تكامل المجتمع واحترام حقوق الجميع.