تواجه الحكومة البريطانية، أزمة كبيرة، مع الهيئات الطبية في البلاد، بسبب الأجور المتدنية على وصف العاملين في مجال الطب، حيث دخل الأطباء في مستشفيات بريطانيا، من اليوم الأربعاء، أطول إضراب متواصل لهم منذ ما يزيد عن 70 عاما من تاريخ هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
ووفقا لتقارير وكالات الأنباء العالمية، قد بدأ الأطباء الشباب، أي أقل من المستوى الاستشاري إضرابًا شاملا مدته 6 أيام في تصعيد خطير وكبير، وذلك بسبب خلافهم القائم منذ مدة طويلة مع الحكومة البريطانية فيما يتعلق بالأجور، بحسب “أ ف ب”.
ويأتي الإضراب الشامل، في وقت صعب، كونه في بداية موسم الشتاء الأكثر انشغالًا بالنسبة للهيئة الممولة من الدولة، إذ تواجه ضغطًا متزايدًا بسبب موسم تنتشر فيه الأمراض التنفسية في الشتاء، كما يأتي مباشرة بعد إضراب للأطباء استمر ثلاثة أيام قبل عيد رأس السنة.
وفي نفس السياق شددت الهيئة، على أن الإضراب الأخير الذي يمكن أن يشارك فيه ما يصل نصف العاملين في قطاع الصحة سوف يكون له تأثيرا سلبيا وخطيرا على الرعاية الصحية البريطانية الروتينية بأكملها تقريبًا، وهو تهديد خطير لمنظومة الصحة في الدولة الكبيرة.
وحذر ستيفن بويس، مدير الهيئة للصحة الوطنية ، بخطورة الوضع الحالي، لافتا في الوقت نفسه إلى أن شهر يناير الجاري من بدايات العام سيكون الأكثر صعوبة التي تواجهها هيئة الخدمات الصحية الوطنية على الإطلاق، ومن من المقرر أن ينتهي الإضراب، الثلاثاء المقبل، في السابعة صباحًا بتوقيت جرينتش.
وكانت النقابة المعنية، قد قدمت عرض على الأطباء المبتدئين بزيادة أجور نسبتها 3%، إضافة إلى الزيادة بنسبة 8.8%، التي مُنحت لهم في وقت سابق هذا العام، لكنها قبلت بالرفض الشديد من قبل الأطباء على اعتبار أن المبلغ سوف يقسم بشكل غير منصف على الأطباء على مختلف درجاتهم، وسيمثل “خفضًا للأجور بالنسبة للعديد من الأطباء”.
والجدير بالذكر أن هذا ليس الإضراب الأول بل دخل الأطباء المبتدئين في إضراب 4 مرات على الأقل منذ مارس الماضي، في تحرك انتقده ريشي سوناك، رئيس الوزراء، وكبار مسئولي المستشفيات.