طائرات ورقية ملونة، عليها علم فلسطين، خرج أطفال غزة إلى أحد الشواطئ قرب ميناء خان يونس للهروب من رعب القصف اليومى لمقاتلات دولة الاحتلال
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، للشهر السادس، وما يرافقها من مشاهد للدمار والقتل اليومي، والغارات الإسرائيلية التي تستهدف كل شيء في القطاع، كل ذلك ينذر بمخاطر مستقبلية على الأطفال، لما تخلفه الحرب من آثار نفسية خطيرة.
فما يعيشه الأطفال في قطاع غزة من أحداث مؤلمة، من فقدان العائلة والأصدقاء وتحوّل المدارس والمستشفيات إلى أنقاض، والحرمان من الغذاء والدواء والمساعدات الحيوية، وانتزاعهم من حياتهم أثناء فرارهم من القتال، والخوف من الموت في أي لحظة، سبب آثارا طويلة الأمد على سلامة الأطفال الجسدية والنفسية.
فعالية إطلاق طائرات ورقية وأطباق ورقية على شاطئ “المواصي” قرب ميناء خان يونس جنوبي القطاع، نظمها فريق “كويكرز” وجاءت بالتزامن مع فعالية مماثلة في واشنطن، وذلك للتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار والحفاظ على حقوق الأطفال في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، هدفها التخفيف من الآثار النفسية على الأطفال.
قالت نهيل الأزبكي، المتحدثة باسم فريق “كويكرز” لوكالة “سبوتنيك”، عن الفعالية: “نظرًا لوجود الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل دائم في سماء قطاع غزة، جاءت فكرة الفعالية لإطلاق أطباق ورقية في سماء القطاع من صنع الأطفال”.
وأضافت: “أطفال غزة محرمون من أبسط حقوهم، فلا يوجد غذاء ولا دواء ولا ماء وكهرباء، ولا حتى أدنى مقومات الحياة متوفرة في غزة، لكننا وبالرغم من الظروف الصعبة بادرنا للتخفيف عن الأطفال من الضغوطات النفسية ولإيصال رسالة إلى العالم، أن أطفال غزة من حقهم الحياة”.
وقام عشرات من الأطفال المشاركين في الفعالية، بصنع طائرات ورقية على شكل علم فلسطين، وكتب على كل طائرة ورقية اسم طفل قُتل في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتخلل الفعالية العديد من النشاطات كالغناء والدبكة والألعاب، التي أدخلت الفرحة والسرور على نفوس الأطفال.
وقال المتطوع أحمد الآغا، لـ”سبوتنيك”: “الأطفال في قطاع غزة، بحاجة لأي فرحة ولو صغيرة تنسيهم الحرب، لذلك نحاول إدخال الفرحة والسرور، من خلال فعاليات متنوعة كإطلاق الطائرات الورقية الجميلة التي حلقت في السماء، في مقابل الطائرات الحربية التي تحلق وتقصف القطاع”.
وأضافت المتطوعة ريم الخليلي: “هذه الفعالية تهدف إلى دعم الأطفال نفسيًا، والتخفيف من الصدمات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحرب المستمرة على القطاع”.
ونجحت المبادرة في إدخال الفرحة والسرور على مئات الأطفال من النازحين، الذين قدموا إلى شاطئ “المواصي” قرب ميناء خان يونس جنوبي القطاع، للمشاركة في الفعالية، ورغم عدم قدرتهم على التعبير عن سعادتهم أمام الكاميرا، إلا أن ضحكاتهم عبّرت عن مدى فرحتهم بهذه الفعالية.
وقالت النازحة نور أحمد، لوكالة “سبوتنيك”، وقد جلبت أخوتها الصغار للمشاركة في فعالية إطلاق الأطباق الورقية: “شعرت بفرحة الأطفال، من خلال النشاطات المتعددة التي شملتها الفعالية، من تنشيط ولعب وأغاني وترفيه، وهذا غيّر قليلًا من الحالة النفسية التي يشعر بها الأطفال منذ بدء الحرب، والتي عاشوا خلالها مشاهد القتل والدم والنزوح والدمار”.
وأضافت: “أتمنى أنَّ تستمر مثل هذه الفعاليات الخاصة بالأطفال، فمنذ بداية الحرب، لم أرى الأطفال بهذه البهجة والسرور”.
ويعيش أطفال قطاع غزة أوضاعًا صعبة للغاية، في ظل عدم توفر مقومات الحياة، ونزوح أكثر من 1.4 مليون إلى الجنوب، حيث يعيشون في مراكز إيواء وخيام معدومة المقومات الحياتية اليومية، وتفتقر إلى أبسط حقوق الأطفال في الطعام والشراب والدواء وأماكن اللعب، وقد أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أكدت مقتل 13750 طفلا، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.