شهد حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وشراء وتناول الحلوى، حالة من الجدل ما بين مؤيد لهذه الاحتفالات بضوابط الشرع، ومعترض استنادا إلى أن النبي لم يحتفل بمثل هذا الاحتفال في حياته، ولا الصحابة أيضًا.
300 فتوى
وأعلن المؤشر العالمي للفتوى (GFI)التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أنه رصد عينة من الفتاوى تصل لـ 300 فتوى تنوعت ما بين جهات ومؤسسات رسمية أو تيارات ومنظمات متطرفة أو فتاوى منفردة، سواء أكانت فتاوى حديثة أم مُعاد نشرها، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وخلص المؤشر إلى أن (70%) من إجمالي الفتاوى على مستوى العالم تجيز الاحتفال في مقابل (30%) لا تُجيزه.
الفتاوى المصرية
وأشار المؤشر العالمي للفتوى، إلى أن 80% من جملة عينة الفتاوى المصرية أباحت الاحتفال بالمولد النبوي وجاءت كلها ممثلة في فتاوى المؤسسات الرسمية، في حين أن 20% من العينة لم تُجز الاحتفال بالمولد النبوي وتمثلت في فتاوى السلفيين والتيارات المتشددة.
وأعلنت دار الإفتاء المصرية أن “الاحتفالات لا مانع منها شرعًا؛ لأنها تذكر المسلمين بما كان عليه صاحب الذكرى من خلق قويم ونهج مستقيم – تهادي حلوى المولد النبوي بين الناس “سُنةً حسنة” – الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم – التهادي بحلوى المولد النبوي الشريف، جائز شرعاً، بل هو أمر مستحب، ولا يعد هذا من البدع المذمومة ولا من الأصنام في شيء ).
وكذلك فتوى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بأن الاحتفال بالمولد النبوي “احتفال بالنبوة والوحي الإلهي وسفارة السماء إلى الأرض، والكمال الإنساني في أرفع درجاته وأعلى منازله”.
الفتاوى العربية والدولية
وفيما يتعلق بالفتاوى على المستوى العربي والإقليمي فقد جاءت فتاوى التحريم بنسبة 65%، وأرجع المؤشر ذلك إلى الأوضاع المضطربة التي تتعرض لها بعض الدول، وسيطرة بعض التيارات المتشددة على المشهد بها، في مقابل 35% أجازت الاحتفال بالمولد النبوي.
وعلى المستوى الدولي جاءت النسبة 38% تُجيز الاحتفال، و62% لا تجيزه، ولم تخرج الأحكام الصادرة عن البدعة الحسنة والبدعة السيئة.
فتاوى داعش والقاعدة
حرمت فتاوى التنظيمات المتطرفة “داعش والقاعدة” بنسبة 100% الاحتفال بالمولد النبوي، وترى أن الاحتفال من البدع المحرفة، ولا يجوز لأي مسلم الترويج لهذه البدعة.
فتاوى السلفيين
حرمت 95% من فتاوى وآراء السلفيين الاحتفال بالمولد النبوي، واستندوا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يحتفل بمولده، وكذلك الصحابة والتابعون، واعتبر أنصار التيار السلفي الاحتفال بالمولد النبوي بدعة سيئة محرم فعلها، ويجب الإنكار عليها.
كما أفتى غالبية دعاة التيار السلفي بحُرمة الاحتفال، وعلى رأسهم أبو إسحاق الحويني، وعبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، الذي قال: “لا أعلم لهذا المولد أصلًا في كتابٍ ولا سنةٍ، ومنهم من رأى أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة محدثة، يجب الابتعاد عن المشاركة في الاحتفال بأي وجه من الوجوه، بحجة أنه لا ينبغي التعاون مع المحتفلين في إقامة احتفالهم “غير الشرعي”، أو حتى تناول الحلويات التي يوزعونها، وكذلك شراء حلوى المولد في زمن الاحتفال به، لأن ذلك إعانة وترويج لأعمال غير شرعية ومشاركة بالوزر، ومنهم من رأى أن القاعدة عند أهل السنة أن العبادة توقيفية؛ أي أنه لا يجوز لأحد أن يتعبد لله بشيء لم يشرعه الله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحق الناس بأن يحتفل بمولده إن كان ذلك جائزًا، بل كان صحابته من بعده هم أحق الناس بالاحتفال به.