ترامادول الأطفال .. إسم جديد في عالم المخدرات، انتشر بصورة كبيرة ومخيفة في الشارع المصري، من خلال تجار ومروجي المخدرات.
العقار الجديد يغزوا الأسواق بأشكال وألوان وأنواع مختلفة، إلا أن العامة يطلقون عليه اسم ترامادول الأطفال، ليهدد حياة ثلث أبناء مصر.
وتتمثل خطورة العقار الجديد في كونه مخصص للأطفال، من حيث الشكل واللون والكمية، وهو ما جعل ألاف الأطفال يقبلون عليه بصورة مرعبة طبقاً لما رصدته تقارير المركز القومي لمكافحة الإدمان والتعاطي، ومنظمة الصحة العالمية، التي أكدت نزول سن التعاطي في مصر إلى 11 عاماً.
ترامادول الأطفال يلتهم 2.4% من أبناء مصر
وفي تقرير حديث للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، أكد التقرير انتشار المخدرات بين الشباب بطريقة غير مسبوقة، مشيراً إلى أن المواد المخدرة الأكثر شيوعًا بين المدمنين هى على التوالى: «الترامادول، والحشيش، والهيروين».
وشدد التقرير على أن نسبة تعاطى الترامادول بلغت 75.6%، يليها الحشيش بنسبة 44.4%، ثم الهيروين 39.9%، مشيراً إلى أن هناك نحو 20 مستشفى متخصصة فى علاج الإدمان، وتقدم خدماتها بالمجان.
وأشار التقرير إلى انتشار الحبوب المخدرة بين الأطفال من سن 11 إلى 18 سنه بشكل كبير، بعد ظهور أنواع جديدة من الحبوب المخدرة رخيصة الثمن.
ومن جانبه قال الدكتور محمد سلطان أستاذ علاج السموم والإدمان بجامعة القاهرة إنه لا يوجد عقار طبي يحمل اسم «ترامادول الأطفال»، وأنه مجرد وهم ينصب به تجار المخدرات على الشباب لإستقطاب شريحة كبيرة من الأطفال من سن 11 إلى 18 سنة، حيث يقومون ببيع الترامادول فئة 25مليجرام، وهو أقل فئة في الترامادول يمكن أن يتحملها جسم الطفل، مشدداً على أنها تمثل خطورة داهمة على حياة الأطفال الذين يمثلون 20 مليون نسمه في مصر.
وأكد سلطان أن أخر تقرير لصندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الإجتماعي أكد أن نسبة الإدمان فى مصر بلغت 2.4%، بينما بلغت نسبة التعاطى نحو 10%، وهى ضعف نسبة التعاطى العالمية، وأن سن التعاطي بين الشباب وصل إلى مرحلة الخطر بعد أن نزل سن التعاطي إلى الشريحة العمرية 11 عاماً.
كما أشار التقرير إلى ارتفاع نسبة التعاطي بين الإناث بمختلف المراحل العمرية حتى وصلت إلى 27%.
وكشف سلطان تضاعف نسبة التعاطى بين الاطفال من 11 الى 18 سنة إلى 4.2% من إجمالي المتعاطين الذين يتراوح عددهم ما بين 7 إلى 10 ملايين متعاطي، وهو ما يهدد جيلاً كاملاً من الشباب.
الدكتور عبد الرحمن عياد أستاذ علاج السموم والإدمان أكد أن أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية كشف أن عدد المتعاطيين حول العالم بلغ نحو 250 مليون متعاطي، منهم 30 مليون متعاطي يندرجون ضمن فئة «التعاطي الضار» أو «التعاطي الخطر»، وهو التعاطي الذي يترتب عليه العديد من المشاكل، الصحية والنفسية والإجتماعية والمادية، يموت منهم نحو ٢٠٠ الف سنويا بسبب ادمان المخدرات.
وأضاف، هناك 2 مليون متعاطي للمخدرات عن طريق الحقن، منهم نحو 6.1 مليون مدمن مصابون بمرض التهاب الكبدي الوبائي C الناتج عن تعاطي هذه المخدارات، بالإضافة إلى نحو 1.1 مليون متعاطي مصابون بفيروس نقص المناعة المسبب للايدز، فضلاً عن 1.6 مليون مدمن مصاب بالايدز نتيجة تعاطي المخدرات، بالإضافة إلى 1.3 مليون نسمة مصابون بالفيروسين السابقين.
وحول نسب تعاطي المخدرات في مصر، أكد الدكتور عبد الرحمن عياد أن نسب التعاطي في مصر ضعف نسبة التعاطي العالمية، حيث تجاوزت نسبة تعاطي وإدمان المخدرات في مصر 10% بينما نسب التعاطي العالمية هي 5% فقط، وهو ما يعني أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً في تعاطي المخدرات.
وشدد الدكتور عبد الرحمن عياد على أن هناك أنواع جديدة من المخدرات التخليقية غزت الأسواق المصرية مؤخراً، ومن أخطرها عقاري «الاستروكس والفودو» وهما نوعان من أخطر أنواع المخدرات التخليقية الحديثة على مستوى العالم، ويكاد يكون الأكثر انتشاراً خلال الفترة الأخيرة، وذلك يعود لعدة أسباب أولها لأنه عقار جديد ورخيص السعر، وغير معروف لدى أجهزة الرصد والمكافحة.
د أحمد كريمة: الترامادول أشد خطراً من الإرهاب على مصر
وحول راي الدين يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف أن جميع المواد المخدرة سواء كانت الطبيعية أو الصناعية حرام شرعاً.
وشدد على أنه يحرم على كل مسلم تناولها سواء كان كبيراً أو صغيراً، وإن كانت حرمتها للأطفال أشد وأنكى، لما لها من ضرر بالغ على صحته، وعقلة ومالة ومجتمعه ومستقبلة.
وأضاف كريمة، أن إغراق الدول العربية بأنواع جديدة من المخدرات هو نوع من الحرب الخفية، التي تمارسها الدول الغربية على مصر والوطن العربي، بقصد إهلاكه، تحت زعم أنها عقاقير طبية وعلاجية، رغم أنها أشد خطراً على الشباب من الإرهاب، لأن هذه العقاقير من السهل دخولها منزل كل أسرة، بينما الإرهاب يكون قاصراً على شخصيات معينة تؤمن بالفكر المتشدد.
وأوضح كريمة أن المخدرات بكل أنواعها حرام لأنها تدمر العقل تماماً فضلاً عما فيها من المفاسد والأضرار مثل ما في الخمر، من حيث إضاعة المال وإثارة العداوة والبغضاء بين الناس.
كما أن جميع المخدرات تؤثر بالضرر البالغ على صحة وعقل وجسد المتعاطي وخاصة الأطفال، وتعرضه للتهلكة، وهذا حرام شرعاً لأن الإسلام بني على مبدأ «لا ضرر ولا ضرار».