تشكل أزمة إجبار المتطرفين اليهود “الحريديم” على التجنيد، وأدائهم الخدمة العسكرية، إلى تهديدات واسعة النطاق، من شأنها إسقاط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحودث انقسامات عميقة، بعد تهديد الطوائف اليهودية، وفقًا لما أعلنته “تايمز أوف إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن القضية ليست هي خوض الحرب في غزة، ولكن من يجب أن يقاتل فيها، خاصة وأن “الحريديم”، لديهم استثناء من التجنيد، ويتلقون تمويلًا من الدولة، لدراسة التوراة، في حين يتم تجنيد السباب في سن 18 سنة إلزاميًا، ثم يظل على قوة الاحتياط لعدة سنوات.
وأوضحت “تايمز أوف إسرائيل”، أن الحكومات السابقة أجمعت على إعفاء “الحريديم” من التجنيد، ولكن المخاطر حاليًا أعلى، والأزمات أجبرت مئات الآلاف من الناس، على العمل كجنود احتياطيين، لعدة أشهر متتالية، فضلًا عن عزلتها الدولية.
وأضافت الصحيفة، أنه في الشهر الماضي، نشرت الحكومة لوائح مقترحة، بمد فترة الخدمة الاحتياطية للجنود، مما أثار غضب المحاربين القدامى الإسرائيليين، الذين تساءلوا عن سبب وجوب خدمتهم أكثر، في حين أن أقرانهم “الحريديم”، لا يخدمون على الإطلاق.
وهدد زعماء “الحريديم”، بتنظيم احتجاجات واسعة، ومغادرة البلاد بشكل جماعي، بسبب العقوبات التي يتعرضون لها، بعد انتهاء صلاحية قانون الإعفاءات يوم الأحد، بعد حكم المحكمة العليا، بأن الأكاديميات الدينية الحريدية، أو المدارس الدينية، ستشهد خفض تمويلها.
وبالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تعتمد أغلبيته البرلمانية على الأحزاب الحريدية، فإن هذا الجدل يشكل تهديدًا خطيرًا وليس له مخرج سهل.
ونشر بيني جانتس، الزعيم الوسطي وعضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، على وسائل التواصل الاجتماعي: “نحن بحاجة إلى جنود في وقت الحرب، ومجتمعنا يحتاج إلى الجميع للمشاركة في الحق في خدمة البلاد، لقد حان الوقت لكي تقوم الحكومة بما هو متوقع منها، لقد حان وقت العمل”.
وأكدت الصحيفة، أن إسرائيل تأسست عام 1948، وكانت مجتمع “الحريديم” أقلية صغيرة في البلاد، ووافق وقتها “ديفيد بن جوريون”، على منحهم إعفاء من الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لدراسة التوراة بدوام كامل، من أجل كسب تأييدهم للدولة الجديدة وقتها.
وفي أوائل الخمسينيات، حصل 400 رجل فقط على إعفاءات، لكن “الحريديم” الأن يشكلون أكثر من 10%، من سكان إسرائيل، أي أكثر من 1.2 مليون نسمة، ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة إلى 16%، في غضون عدة سنوات، وذلك بسبب ارتفاع معدلات المواليد.