بدأت محافظة بورسعيد حملة مكافحة الدروس الخصوصية منذ خمس سنوات، بهدف القضاء على ماوصفته بمافيا الدروس الخصوصية التى تُحَمِّل أولياء الأمور مالايطيقون من مصروفات بخلاف الأعباء المالية اليومية.
ظن أولياء الأمور عقب الإعلان عن مكافحة الدروس الخصوصية ، أن المحافظة وضعت خطة لتحسين العملية التعليمية بكل أطرافها، وعودة المدرسة لدورها الطبيعى
وتوقعوا ان الطالب سيحصل علي وجبة علمية متكاملة، تغنيه عن اللجوء الي الدروس الخصوصية واستنزاف أموالهم ووقت وجهد أولادهم.
السناتر ومجموعات التقوية شبح في ليالي مظلمة
واحيانا تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن، فقد قررت محافظة بورسعيد، استبدال ” سناتر” الدروس الخصوصية، بقاعات وفصول المدارس الكبيرة بالمحافظة، وتحويل الدروس الخصوصية إلى مجموعات مدرسية بالفترات المسائية بالمدارس، بتكلفة قريبة من تكلفة الدرس الخصوصى.
وتحول عدد من المدارس ببورسعيد إلى “سناتر” كبيرة مساء كل يوم خلال أيام الدراسة، ويتقاضى المعلم بالمجموعات المدرسية- بديل الدروس الخصوصية حسبما تؤكد المحافظة- نسبة من قيمة مقابل المادة الواحدة الذى تحصله المدرسة من الطالب، ونسبة منه للمدرسة، و واخري للعاملين بالمدرسة، و للمحافظة، و لمديرية التربية والتعليم.
فشل ذريع
قال السيد هريدى ولى أمر، موظف بالقطاع الخاص، أن قرار المحافظة كان فاشلا وغير مدروس، وكان يحتاج الى بنية أساسية فى العملية التعليمية بشكل علمى وواف، حتى تعود للمدرسة مهمتها الطبيعية والرئيسية وهى التربية والتعليم، حتى نوفر على الطالب الجهد والوقت يستثمره فى مراجعة واستذكار دروسه التى تلقاها بالمدرسة بالفترة الصباحية، ولكن مافعلته المحافظة هو استبدال الدرس الخاص بدرس عام، وبدلا من أن يتقاضى المدرس قيمة الدرس الخاص كاملا، أصبحت المحافظة والتربية والتعليم شريكا له.
ولفت محمد على موظف بمنطقة الإستثمار، وولى أمر، إلى أن الدروس الخصوصية ذاد عدد مراكزها عقب الحملة، ولكن لم تعد ظاهرة أمام الناس، فالدروس الخصوصية الآن فى منازل أحد الطلبة بالمجموعة التى تتفق فيما بينها على مدرس بعينه فى مادته حتى يستفيدوا ويحققوا التفوق الذى يتمنونه، مشيرا إلى أن حملات الدروس الخصوصية ضاعفت من قيمة الدرس الخصوصى ، فى حين أن الإستفادة من المدرس تزيد كلما قل عدد الطلاب فى المجموعة الواحدة، وبالطبع هناك أولياء أمور لديهم قدرة مالية فيختارون لأولدهم أفضل المعلمين فى المواد المختلفة على أن يتلقى أبناؤه الدرس الخاص بمفردهم بعيدا عن المجموعات.
المدارس ليلية فقط
وقال أحد أولياء الأمور- طلب عدم ذكر إسمه- أن المدارس ببورسعيد تحولت إلى فترات دراسية مسائية، بعدما أصبح الطالب يهمل حضوره فى الصباح إلا قليل وفى الأيام الأولى للدراسة فقط، ويكتفى بالمجموعات المدرسية الليلية بالنسبة للطلبة غير القادريم ماليا على سداد ثمن الدرس الخاص، بل إن من القادرين ماليا من أوليا الأمور من يجعل أبناءه منتظمون فى المجموعات المدرسية الليلية، بالإضافة إلى درس خاص بكل مادة حتى تكتمل عملية التحصيل بشكل آمن بالنسبة له.
تغليظ عقوبة المخالفين
اقترح على بدران تاجر وولى أمر، تحصيل قيمة المجموعات المدرسية كاملة أول العام الدراسى والتى ينوى كل ولى أمر من متوسطى الدخل انتظام أولاده بها طيلة العام الدراسى، عن طريق المحافظة والتربية والتعليم بقنوات رسمية وإعادة صرف المبالغ بالتنسيق مع المحافظة ووزارة التربية والتعليم على المعلمين بمدارس بورسعيد، على أن يتزامن مع ذلك تجريم الدروس الخصوصية وتغليظ العقوبة للمخالفين، حتى يكون القرار قد راعى وضع وأحوال المعلم المعيشية وزاد راتبه بشكل مناسب وفى نفس الوقت لانثقل كاهل ولى الأمر، والأهم من ذلك تعود المدرسة لوضعها الطبيعى وينهى الطالب يومه الدراسى بشكل طبيعى، ويكمل يومه فى الإستذكار لدروسه أو فى رياضة يحبها، ونتجنب إهلاك الوقت والجهد والمال للطالب.
لا تراجع عن مواجهة الظاهرة
محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان، أكد عدم تراجع المحافظة عن مكافحة ومواجهة الدروس الخصوصية، وضرورة عودة المدرسة لدورها الطبيعى-حسبما ذكر- وفى كل مناسبة عن التعليم، وفى كل زياراته التفقدية للمدارس فى بداية كل عام دراسى، يؤكد على ذلك، وقال اليوم: ” أن المدرسة تستكمل منظومة بناء الشخصية مع البيت، ويجب انقاذ أولياء الأمور أبنائهم من شبح الدروس الخصوصية، والإستجابة للجهود الحكومية فى مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية، لأنهم –يقصد أباطرة الدروس الخصوصية- يبتزون الدولة وأولياء الأمور” مطالبًا بالانتظام والحضور للمدرسة.
كما طالب المحافظ أولياء الأمور بالتعاون مع الدولة فى القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية التى تهدر الوقت والجهد وتضيع المال، وشدد المحافظ على المتابعة المستمرة لمستوى انضباط العملية التعليمية، مشيرا الى أنه سيتابع بصفة مستمرة معدلات حضور الطلاب فى مختلف المراحل التعليمية للتأكد من انتظام حضور الطلاب والمعلمين بالمدارس.