جاري تاجر يخفي البضاعة بهدف الاحتكار فقمت بإبلاغ الشرطة فل أنا آثم؟.. سؤال ورد إلينا من المواطن (م. ن) من عزبة جبريل فيصل محافظة الجيزة.
حيث أكد في سؤاله أن جاره بقال وياعمد إخفاء السلع الغذائية الشحيحة بالذات مثل السكر والزيت، وقد نصحته فلم يقبل النصيحة وهددني وتوعدني، ويتسائل:
هل الإبلاغ عن محتكر السلع حرام أم مباح في الإسلام؟
تقول الداعية الإسلامية أماني الليثي الإسلام إن الشريعة الإسلامية وضعت أول دستور لتجريم الاحتكار والحفاظ على المعاملات التجارية بين عامة الناس.
وأضافت الليثي في تصريح خاص لـ «الأيام» أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر المحتكر بأنه خاطئ ولن ينفعه احتكاره شيئاً فقال: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطئ».
وورد في حديث أبي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُحتَكَر الطعام»، والنهي هنا في منزلة التحريم.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ».
واشارت الداعية الإسلامية أماني الليثي إلى أن التاجر الذي يحتكر السلعة يرتكب مجموعة من الكبائر في نفس الوقت، أولها حبس السلعة وإخفائها، وثانيها الكذب، والتضليل وهو أمر يتسبب في محق البركة من الرزق.
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما قال : «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُتَبَايِعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا وَجَبَتِ الْبَرَكَةُ فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتِ الْبَرَكَةُ مِنْ بَيْعِهِمَا».
وأكدت الليثي أن الله سبحانه وتعالى أباح لنا الكسب المشروع الذي يكون مبنيًّا على الرضا وطيب النفس لَا على الغش والخيانة كما حَرَّم علينا اتخاذ الأسباب المحرَّمة في المكاسب.
وشددت الليثي على أن المكسب المبني على الغش والكتمان واستخدام الحيل المنهي عنها التي يستغل بها احتياج الناس إلى السلع أمر محظور شرعًا؛ لما فيه من الإضرار بالناس والتضييق عليهم.
وحول سؤال السائل: هل الإبلاغ عن محتكر السلع حرام أم مباح في الإسلام؟ قالت الداعية افسلامية أماني الليثي:
إن إبلاغ أولى الأمر والسلطات المختصة عن محتكر السلع أمر مشروع ولا حرمة فيه بل هو واجب ديني وشرعي، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
وأضافت، إن الإبلاغ عن المحتكر هو من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».