قنالم تكن راضية بما قدره الله لها من انجاب البنات، ولكنها كانت تظهر عكس ما تبطن، ملأت قلبها الغيرة من سلفتها التي تلد الذكور.
كانت السيدة أم الولاد، كما يطلقون عليها أهل المنطقة ترغب في عدم إشعار سلفتها بأي شيء يجعلها تحمل في قلبها الضغينة لها ولأبنائها.
ولكن كانت كل محاولتها لبث الهدوء داخل المنزل الذي اشتعل بنار أم البنات في أحد القري التابعة مركز قوص بمحافظة قنا بصعيد مصر.
خناقات السلايف
تعود الحكاية لأكثر من عقدين من الزمان عندما تزوج الأخين وأنجبا أحدهما اناثاً والأخر ذكوراً، وبدأت الغل يملئ قلب أم البنات لما تشعر به من نقص وتري أن سلفتها “زوجة شقيق زوجها” التي تنجب الذكور تسعد وتهنأ ويحترمها زوجها أكثر بدأت في المشاكل معها وكانت الاخر تشعر بها ولا تحاول مشاحنتها وتتجنب الخلافات معها.
زيارات الأصدقاء
خلال الأيام الماضية نشبت مشاجرة بين السلفتين بسبب قيام الأولاد بإحضار بعض أصدقاهم إلي المنزل الأمر الذي أشعل غضب أم البنات وراحت تتشاجر مع سلفتها “احنا عندنا بنات في البيت .. مينفعش ولادك يجيبوا صحابهم ويدخوا البيت علي بنات عمهم” هدأت السيدة سلفتها ووعدتها بعدم تكرار أبنائها فعلتهم مرة أخري.
خصام انتهي بالقتل
تركتها أم البنات وعادت إلي غرفتها والغضب يسيطر عليها مرت أيام قليلة ولا تحدث سلفتها وتملك عقلها الشيطان ووقعت تحت براثنه ووضعت خطتها للتخلص من سلفتها لكسر تلك السعادة التي تعيشها مع زوجها ولما لا فهي أم الولاد، في تلك الأثناء قاطعت سلفتها تفكيرها وحاولت التحدث معها وأنها تريد أن يتصالحا وبالفعل تحدثا سويا وذهبت أم الأولاد إلي حظيرة الماشية لإطعامها ووضع الماء لها، وجدت أم البنات الأمر سانحاً لارتكاب جريمتها وتسللت خلفها والتقطت قطعة حديدية من الأرض وانهالت عليها ضرباً حتي سقطت غارقه في دمائها.
جثة داخل الحظيرة
ألقت المتهمة بالعصا الحديدية وتركت جثة سلفتها داخل الحظيرة وفرت هاربه إلي غرفتها تتحسس ما يحدث، دقائق حتي عثر علي الجثة بمعرفة أهلية البيت وجاءت أم البنات لتصرخ علي سلفتها “تقتل القتيل وتمشي في جنازته” حضرت قوات الشرطة إلي المنزل وبدأت تحرياتها واستجواب الجميع بالمنزل وبإعادة مناقشتهم علم الضباط أن المتهمة هي سلفة القتيلة لما يظهر عليها من علامات التوتر والقلق بدأ ضباط مباحث مركز شرطة قوص في تضيق الخناق علي المتهمة والتي خرت باعترافاتها وارتكاب الجريمة بسبب الغيرة.
المتهمة تمثل جريمتها
وبعرض المتهمة علي النيابة العامة والتي واجهتها بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرت بارتكاب الواقعة وعليه أمرت النيابة بحبس المتهمة 4 أيام احتياطياً علي ذمة التحقيقات كما اصطحب فريقاً من النيابة العامة المتهمة إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمتها، وأمرت النيابة بانتداب طبيباً شرعياً لتشريح جثة المجني عليها واعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وعرضه فور اعداده وصرحت النيابة بدفن جثة المجني عليها وتسليم الجثمان لذويه عقب بيان الصفة التشريحية لها.