عاشت شيماء أحمد، صاحبت الخمسة وثلاثين عاما لمدة 13 عاما مع زوجها، كان ثمرتها طفلين “11 _ 7” سنوات، إلي انتهت الزيجة بالطلاق لتقيم رفقة أهلها في منزلهم ولكنها عادت لهم بطفلين كان عبئا علي ذويها الذين انتظروا تقدم أي شخص للزواج منها والخلاص من المسئولية.
ضل راجل ولا ضل حيطه
وبالفعل تقدم للزواج منها عاطل يقيم داخل منزل متهالك بمنطقة عرب غنيم بمدينة حلوان محافظة القاهرة، وجدت أسرة “شيماء” خلاصهم في ذلك الشاب ولكنهم لم يعلموا بأنهم أسلموا ابنتهم لجلاد “أتزوجيه.. ضل راجل ولا ضل حيطه” ووسط ضغوط الأهل وافقت المسكينة وانتقلت إلي كنفه مصطحبه معها نجليها من زوجها الأول.
“يا مربي في غير ولدك ياباني في غير ملكك”.. علي نحو المثل الشعبي تعامل زوج الأم مع أبنائها فكان الضرب للطفلين ووصلات التعذيب المستمرة لهما ليس لسببا معلوم سوي رؤية ذلك الزوج بأن الأطفال ليسوا أبنائه ولا حاجه له في تربية أبناء رجل آخر والانفاق عليهما، وبدأت المشاجرات تتزايد بين الزوجين بسبب ذلك.
8 أشهر عذاب
ظلت الأمور علي أشدها بين الزوجة وزوجها الذي كان يذيقها العذاب ألوانا ضربا وسبا حتي وصل قطار الحياة بينهما إلي محطته الأخيرة بعد 8 أشهر من الزواج، فقام الزوج بضرب زوجته بسلاح أبيض “كتر” في وجهها ثم نادي علي إبنها الأكبر وطلب منه الذهاب إلي أحد المحلات لشراء كارت شحن له، وفور نزول الطفل قام بسكب مادة تساعد علي الاشتعال بنزين علي جسد زوجته واضرم بها النيران دون شفقة ولا رحمه.
حاول الزوج الهروب بجريمته وحمل زوجته التي قاربت علي التفحم بعد اخماد الحريق، إلي المستشفي مدعيا حدوث تسرب غاز وانفجار الأنبوبة، ولكن فور وصولها للمستشفى كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة، وبتوقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مفتش الصحة تبين وجود شبهة جنائية في الواقعة واتصلت المستشفي بقسم شرطة حلوان تخبرهم بما حدث لتنتقل قوات الشرطة وتبدأ رحلتها في كشف جريمة الزوج.
جريمة هزت حلوان
في البداية أنكر الزوج وادعي انفجار الأنبوبة وبتضيق الخناق عليه وكلام نجل المتوفاة بمشاهدة المشاجرة بين والدته والمتهم وتقرير مفتش الصحة خر المتهم باعترافات تفصيلية مؤكدا بأنها كانت دائمآ التشاجر معه مما دفعه للتخلص منها وإنهاء حياتها حرقا.
وبالعرض علي النيابة العامة بحلوان والتي واجهت المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وارتكابه للواقعة، وأمرت النيابة بحبسه 4 أياما احتياطيا على ذمة التحقيقات وصرحت بدفن الجثة عقب بيان الصفة التشريحة لها وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وتسليم الجثمان لذويه عقب ذلك، واصطحب فريقا من النيابة العامة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.