في أول قمة مصرية تركية بعد 9 سنوات من العلاقات المتجمدة بي مصر وتركيا يبحث الرئيسان عبدالفاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان دفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.
وصرّح المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن اليوم الأربعاء، سيتم عقد قمة مصرية تركية بالقاهرة، حيث سيقوم الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس تركيا بزيارة مصر اليوم.السيسي
وأضاف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن من المقرر أن يعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية مباحثات موسعة مع الرئيس أرودغان لدفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.
محطات إعادة بناء الثقة بين مصر وتركيا
وشهدت العلاقات بين مصر وتركيا مراحل إعادة بناء الثقة خلال الفترة الأخيرة. شهدت الأشهر الأخيرة تحركات مكثفة تهدف في مجملها إلى وضع الأسس والمحددات التي تحكم إعادة بناء العلاقات المصرية التركية. وكانت النتيجة العملية لهذه الجهود إعلان البلدين في 4 يوليو 2023، رفع مستوى علاقاتهما الدبلوماسية. على مستوى السفراء، من خلال مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 10 سبتمبر 2023 على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.
بعد ذلك، جاءت إعلانات أولية من تركيا لاستئناف العلاقات: بدأت بمبادرات تركية تجسدت في رسائل حرص على استعادة العلاقات مع مصر. ظهرت أولى هذه الإشارات في مارس/آذار 2021، عندما أعلن وزير الخارجية التركي الأسبق مولود جاويش أوغلو، عن وجود اتصالات دبلوماسية مع مصر على مستويات وزارة الخارجية. ثم، خلال الشهر التالي، وافق البرلمان التركي بالإجماع على اقتراح إنشاء مجموعة صداقة برلمانية مع مصر.
المحطة الثانية: المباحثات الاستكشافية المصرية التركية: ثم جرت المباحثات بين الجانبين لتناول ومناقشة القضايا العالقة والملامح الأساسية لمسار إعادة بناء العلاقات. عُقدت أولى هذه الجلسات في مايو 2021، وبعد حوالي أربعة أشهر في سبتمبر 2021، عُقدت الثانية من هذه الجلسات، مما أدى إلى عقد عدة جلسات نقاش استكشافية بين الجانبين حتى الآن، والتي ناقشت عدداً من القضايا المهمة. القضايا، سواء المتعلقة بالتطورات التي تشهدها المنطقة، أو المتعلقة بالمصالح المشتركة وسبل تعزيزها.
المحطة الثالثة: وجود دبلوماسية «الكوارث»: اعتبرت العديد من الأوساط أن «دبلوماسية الكوارث» ساهمت بدورها في إعطاء زخم للعلاقات المصرية التركية خلال الأشهر الأخيرة، في إشارة إلى نمط من السياسة الخارجية يتجاوز الخلافات في مواجهة القضايا الإنسانية. الأزمات والكوارث، وقد تجسد ذلك بوضوح. وفي الاتصال بين الرئيس السيسي وأردوغان في أعقاب زلزال 9 فبراير المدمر، أعرب فيه عن تضامنه مع حكومة وشعب تركيا، ثم الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى مدينة مرسين جنوب تركيا في عام 2018. فبراير 2023 لتقديم التضامن والدعم في أعقاب الزلزال، تليها زيارة عكسية للوزير وسيعود وزير الخارجية التركي الأسبق مولود جاويش أوغلو إلى القاهرة في مارس 2023.
نقاط الخلاف بين مصر وتركيا
تمثل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصر تحولا كبيرا في علاقات البلدين، بعد فترة من التوتر والتوتر وصلت إلى حد القطيعة التامة.
وتأتي الزيارة تتويجا لخطوات طويلة لتطبيع العلاقات بين البلدين، ومن المتوقع أن تركز على القضايا الإقليمية، وأبرزها حرب غزة، وتعزيز التعاون بين البلدين.
ومرت العلاقات المصرية التركية بفترة من التوتر والتوتر، بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 2013.
وساءت العلاقة إلى حد القطيعة التامة بسبب قضايا شائكة تقاطعت فيها مصالح البلدين بشكل حاد.
وكان الملف الليبي في مقدمة القضايا المثيرة للجدل. وأثار الوجود العسكري التركي في ليبيا مخاوف مصر لأن أمنها القومي مرتبط بليبيا واستقرار الوضع هناك.
وبلغ التوتر بشأن ليبيا ذروته في يونيو 2020، عندما هددت ميليشيات من غرب ليبيا، بدعم من تركيا، بالزحف نحو مدينة سرت، وأعلن الرئيس المصري آنذاك عبد الفتاح السيسي أن خط سرت-الجفرة خط أحمر تلتزم به مصر. لن يقبل العبور
ويتعلق خلاف آخر بمسألة النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط، ومساعي البلدين للحصول على حصتيهما من تلك الثروات.
ومنذ مايو 2021، بدأ البلدان مناقشات على المستوى الأمني والاستخباراتي لاستكشاف فرص تحسين العلاقات.
وبدأت تركيا سلسلة من الخطوات لإظهار حسن النوايا فيما يتعلق باستضافة عناصر ومنصات إعلامية لجماعة الإخوان.
وارتفعت المباحثات لاحقا إلى مستوى اللقاءات والزيارات المتبادلة على مستوى وزيري خارجية البلدين.
ثم جاءت الخطوة الأهم بمصافحة وصفت بالتاريخية بين السيسي وأردوغان على هامش مشاركتهما في حفل انطلاق بطولة كأس العالم بقطر في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وفي فبراير 2023، تواصل الرئيسان هاتفيا بعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، وقدمت مصر مساعدات إنسانية عاجلة في هذه الأزمة.
وفي يوليو الماضي، أعلن البلدان استئناف العلاقات على مستوى السفراء.
كما التقى السيسي وأردوغان على هامش القمة العربية الإسلامية التي استضافتها السعودية في نوفمبر الماضي.
ومن المتوقع أن تهيمن مسألة الحرب في قطاع غزة والأزمة الإنسانية هناك وكيفية إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين والخطوات التي يمكن اتخاذها لوقف القتال على القمة المصرية التركية.
وتشمل المناقشات أيضًا سبل تعزيز التجارة وترسيم الحدود البحرية لتمكين تركيا من استكشاف موارد الطاقة في البحر الأبيض المتوسط.
زيارة أردوغان للقاهرة تتصدر الصحف العالمية
تصدرت أنباء وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، عناوين الصحف والقنوات العالمية، باعتباره يمثل أول لقاء بين الرئيس التركي ونظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وزيارة أردوغان الأولى للقاهرة. الأراضي المصرية منذ عام 2012، إثر انتكاسات العلاقات بين القاهرة وأنقرة خلال العقد الماضي.
خطوة كبيرة لاستعادة العلاقات بين مصر وتركيا
بدورها، وصفت رويترز زيارة أردوغان إلى القاهرة، بدعوة رسمية من الرئيس السيسي، برفقة زوجته أمينة أردوغان، بأنها خطوة كبيرة نحو إعادة بناء العلاقات بين القوى الإقليمية، معتبرة أن كلاً من مصر وتركيا قوتان رئيسيتان مؤثرتان إقليمياً وعالمياً في المنطقة. في ظل التطورات والصراعات العالمية الراهنة.
قالت صحيفة ترك نيوز التركية، إن أنظار جميع الأتراك والمنطقة تتجه إلى القاهرة لمتابعة اللقاء بين الرئيسين المصري والتركي، وأن الزيارة ستكون حاسمة، إذ إن الخطوات التي يجب اتخاذها في إطار وسيتم مناقشة تنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى.
تقييم الفرص بين مصر وتركيا
في حين قالت شبكة “سي إن إن” الناطقة بالتركية، إنه سيتم تقييم الفرص في مجالات مختلفة مثل التجارة والدفاع والطاقة والسياحة، مشيرة إلى أن إدارة الاتصالات في الرئاسة التركية نظمت في القاهرة عشية وصول أردوغان حلقة نقاش إلى هناك بعنوان العلاقات التركية المصرية. التطورات والتحديات الإقليمية، والذي جمع أكاديميين ومسؤولين حكوميين من البلدين. لبحث الأوضاع في غزة وسبل تعزيز التعاون المشترك.
ومن المقرر أن تكون ليبيا وحرب غزة والعلاقات الثنائية في مقدمة لقاء أردوغان والسيسي خلال الزيارة الأولى من نوعها منذ 2012.
وفي السياق نفسه، أشارت صحيفة دوجروهابر التركية، إلى أن أردوغان يسعى في القاهرة لإصلاح العلاقات بين تركيا ومصر، التي تمزقت منذ عشر سنوات.
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وقرينته السيدة انتصار، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقرينته بمطار القاهرة، تمهيداً لعقد قمة مصرية تركية بمطار القاهرة.