صناعة الأسمنت من الصناعات الاستراتيجية التي تعتمد عليها الدولة المصرية في بناء الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ولقد كانت مصر سباقه في هذه الصناعة منذ عقود ماضية، حتى تفوقت في هذه الصناعة على العديد من دول المنطقة.
وتمثل صناعة مواد البناء والتشييد حصة كبيرة من الاقتصاد المصري، حيث تقدر بنحو 6- 8.8% من الاقتصاد القومي.
وتعد صناعة الأسمنت من الصناعات ذات الكثافة العمالية العالية، وتعتبر صناعة الاسمنت إحدى المحركات الرئيسية لقطاع التشييد والبناء، وتساهم صناعة الإسمنت وحدها بنحو 1% من إجمالي الناتج المحلي، وحوالي 10% من الانتاج القومي الإجمالي للصناعة المصري .
«أول مصنع للأسمنت»
أقيم أول مصنع للأسمنت في مصر عام 1911 بالقرب من حلوان، ثم بدأت مصر بعد ذلك بإنشاء شركات مساهمة لأنشاء مصانع الاسمنت وكانت شركة بورتلاند طره أولي الشركات عام 1927 وتتكون الشركه من 9 خطوط أنتاج , ومن ثم تأسس مصنع حلوان للأسمنت عام 1929 ويعد ثاني أقدم مصنع للأسمنت في مصر.
وكما هو معروف تنتج مصر الأسمنت الرمادي بأنواعه المختلفة (عادي ومقاوم للكبريتات وحديدي, وغيرهم) ويتمتع الأسمنت المصري بالسمعة العالمية الكبيرة بسبب جودته الصناعية وجودة المواد الخام.
وتنتج المصانع المصرية مجموعة متميزة من أنواع الأسمنت المطابقة للمواصفات العالمية من أبرزها، أسمنت بورتلاندي طبقا للمواصفات القياسية المصرية لسنة 2009 وأسمنت بورتلاندي ( أسمنت الواحه) طبقا للمواصفات القياسية المصرية لسنة 2009 , والمواصفات الاوروبية لسنة 2011 .
كما قامت شركة أسمنت طره، بالتعاون مع شركات أسمنت محلية وأخرى عالمية، بالاستفادة من خبراتها الغنية والممتدة في إنشاء مراكز متطورة للتدريب الإداري والفني على مساحة قدرها 10.000 متراً مربعاً، وقد تم تصميم هذه البرامج التدريبية خصيصاً للوفاء بمتطلبات صناعة الأسمنت، إضافة إلى ذلك، فقد أصبحت هذه المراكز بمثابة ملتقى عالمي للعاملين بهذه الصناعة.
ورغم جودة وتنوع الإنتاج المصري من الأسمنت إلا أن صناعة الاسمنت مرت بالعديد من الازمات حيث قالت شركة أسمنت بورتلاند طرة في 2019 أن سوق الأسمنت في مصر لا يزال يمر بأكبر أزمة في تاريخه، حيث يعاني من فائض كبير في الإنتاج والعرض، بعد أن وصل إجمالي الطاقة الإنتاجية المتاحة إلى تقريبا ضعف حجم الطلب المحلي.
وأوضح احمد جمال أحد العاملين في مصنع حلوان للاسمنت ان زيادة الطاقة الانتاجية أدت الي وجود فجوه بين العرض والطلب, حيث لم تشهد الزيادة الإنتاجية أى نمو مماثل فى الطلب على الأسمنت.
وفي نفس السياق قال السيد كامل مصطفي أن هناك أزمة حقيقية تسببت في إصابة قطاع البناء والتشييد بالركود بسبب انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19 ” الذي تسبب في وقف معظم أعمال البناء والتشييد المحلية والعالمية، مؤكداً أن المشروعات القومية التي تتبناها الدولة في قطاع البناء والتشييد مثل بناء المدن الجديدة وفي مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، باٌلإضافة إلى مشروع المليون وحدة سكنية بالإضافة إلى مشروع حياه كريمة وإعادة إعمار الريف المصري، أعاد لقطاع البناء والتشييد الحياة مرة أخرى بعد أن أصابه فيروس كورونا بالركود التام.