كتب علي الشوكي
شهد مهرجان فن النّهام الأول الذي اختتم بمدينة الدمام السعودية، مساء أمس الخميس بتنظيم من هيئة المسرح والفنون الآدائية بالمملكة، بمشاركة كافة بلدان مجلس التعاون الخليجي، شهد مشاركة واسعة من خبرا التراث والشعراء الشعبيين بالكويت، والذي شاركوا ضمن وفد رسمي تراسه مساعد الزامل، الأمين العام المساعد للفنون بالمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، حيث قدّم خبراء التراث الكويتيين رؤيتهم لسبل صون وإحياء الفنون التراثية الخليجية، وفي مقدمتها فن النّهام البحري.
وبحسب يوسف أحمد الجمعان، مدير الاعلام والاتصال والعلاقات بالمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، فإن مشاركة الكويت بفعاليات ومسابقات مهرجان فن النّهام التراثي البحري، جاء في إطار ما عرفت به بلاده من اهتمام بالتراث، وحرصها على توثيق وإحياء موروثها الثقافي والشعبي، من خلال الإصدارات والدراسات المتخصصة، وعقد الورش والندوات، والمشاركة في شتى الفعاليات المعنية بهذا الشأن.
وكذلك في إطار ما توليه الكويت من رعاية لفنونها التراثية المختلفة، فقد حرص حُرّاس التراث الكويتيين على الحضور والمشاركة بفعالية في أولي دورات مهرجان فن النّهام الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الآدائية بالمملكة العربية السعودية، بالوجهة البحرية لمدينة الدمام خلال الفترة من 27 أكتوبر الجاري، وحتى 2 من شهر نوفمبر المقبل، بمشاركة فرق شعبية وشعراء وخبراء من كافة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تشارك الكويت بوفد يراسه سعادة الأستاذ مساعد الزامل، الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب.
وكان المهرجان قد أنطلق في السابع والعشرين من شهر أكتوبر المنتهي، واستمر حتى مساء أمس الخميس، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية؛ وحضور معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير وسعادة الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية الأستاذ سلطان البازعي وسعادة الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية المهندس عمر العبداللطيف وعدد من الحضور.
ويأتي المهرجان في إطار احتفاء هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية بفنّ النهمة الأصيل، وسط مشاركةٍ من جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويمتد المهرجان حتى الثاني من نوفمبر، ليُرسخ مكانة الفنون الأدائية البحرية في الوعي الثقافي السعودي والخليجي، ويؤكد على عمق ارتباط النهمة بتاريخ الحياة البحرية لسكان الخليج. كما يبرز القيمة الفنّية العالية الكامنة في ألوان فن النهمة المختلفة وأشعاره وطرق الأداء المتنوعة فيه.
وارتبط فن النهمة بالبحّارة الذين كانوا يسافرون للصيد والغوص والتجارة في مياه الخليج وخارجها، حيث كان البحر المورد الاقتصادي الرئيس لغالبية مدن الخليج، ويُعدّ النّهام أحد أهم أفراد طاقم السفينة، والذي يتمحور دورُه حول شحذ همم البحّارة، وتخفيف أعباء صعوبة الرحلة عنهم بالأهازيج والأشعار المغنّاة المتنوعة التي عُرفت بفن “النهمة”. وتنوعت أصناف النهمة لتشمل جزءاً يُؤَدَّى في مقتبل الرحلة وآخرَ أثناءَها وأنواعاً أخرى بطابعٍ متميز تُؤدَّى بعد الوصول إلى بر الوطن.