قال الخبير والمحلل السياسي العراقي، محمد علي الحكيم، إن المشهد السياسي العراقي أصبح ضبابيا للغاية وأكثر تعقيدا واللعبة السياسية بدأت تأخذ لونا آخر وبدأ العراق يقترب من نقطة اللاعودة إذا لم تتظافر الجهود من أجل الخروج من هذا الانسداد السياسي، وبالتحديد بعد اقتحام الخضراء والمواجهات المسلحة التي راح ضحيتها العشرات ومئات الجرحى التي عقّدت المشهد السياسي في العراق أكثر مما كان عليه وأصبح سيناريو تشكيل الحكومة، بعد إسالة الدماء وحسب المعطيات حلم لم يتحقق ولن يرى النور في الوقت الحالي.
وأضاف الحكيم في تصريحات لـ«الأيام»: «أعتقد أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، خلال اقتحام الخضراء أراد إيصال العديد من الرسائل المبطنة للخصوم وللفرقاء السياسيين أبرزها، أنه رغم انسحاب نواب التيار الصدري الـ 73 من البرلمان، لكنه لا زال الرقم الأصعب في العملية السياسية ما دام يمتلك جمهور مطيع لأبعد درجة، كما أنه أراد إيصال رسالة للخصوم بالتحديد، بأنه لا زال اللاعب الرئيسي بالعملية السياسية في العراق وباستطاعته بتغريدة مبطنة وغير مباشرة، خروج الآلاف من أنصاره واقتحام أي مؤسسة في العراق وكذلك بخطاب مختصر لا يتجاوز 6 دقائق يتمكن من إنهاء الفتنة والحرب الأهلية».
وتابع: «بهذه الرسالة المبطنة فإن إبعاد التيار الصدري أصبح أمرا مستبعدا ومستحيلا، ولن يستمر اعتزال السيد الصدر طويلا وهناك عودة لا محالة، لأنه يعد أحد الأركان الأساسية للعملية السياسية في العراق وبخروج التيار، تكون العملية السياسية متزلزلة وغير مستقرة وآيلة للسقوط في أي لحظة، ولم يتبق أمام الفرقاء السياسيين إلا طريقين لا ثالث لهما، إما إيجاد صيغة قانونية لعودة نواب التيار الصدري للبرلمان، وإما حل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة».