سابقاً، تشكل الاتحاد السوفياتي اتحاداً للجمهوريات الاشتراكية السوفياتية تحت راية دولية كبرى، حيث تعد الدول الخمسة عشر دولة واحدة، وكان يعيش داخل الاتحاد السوفياتي أكثر من 100 جنسية مختلفة، ومع ذلك، كانت غالبية سكان الأراضي التابعة للاتحاد السوفيتي من أصل أوكراني وروسي وبيلاروسي، وفي أواخر الثمانينات من القرن الماضي، كان إجمالي سكان العالم عندئذ يمثل ثلثي السكان في الاتحاد السوفيتي، كما توضح الخريطة ضخامة مساحة الاتحاد السوفيتي، حيث تبلغ مساحته 22,400,000 كيلومتر مربع، أي سبعة أضعاف مساحة الهند.
خريطة الاتحاد السوفيتي بالتفصيل
تظهر الخريطة العالم قبل تفكك الاتحاد السوفيتي شكلاً جزئيا في شرق أوروبا وشمال آسيا، حيث تشكل في عام 1922 وانهار في عام 1991، واستمر الاتحاد لمساحة تبلغ 22402200 كيلومتر مربع، الاتحاد الروسي، الذي يطلف عليه اسم الدولة الجديدة للجمهوريات المتبقية من الاتحاد السوفيتي بعد تفكك بعضها، يشكل أكبر دولة على وجه الأرض حيث تغطي مساحتها أكثر من 11٪ من مجموع مساحة الأرض المأهولة بالسكان، وكان الاتحاد السوفيتي، قبل انهياره، يتألف من خمس عشرة دولة، وتشمل هذه الدول
- جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية.
- جمهورية أرمينيا السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية مولدوفا السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية قيرغيزستان السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية ليتوانيا السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية أوزباكستان السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية إستوينا السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية طاجيكستان السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية لاتفيا السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية.
- جمهورية تركمانستان السوفيتية الاشتراكية.
- جمهورية جورجيا السوفيتية الاشتراكية.
خريطة الاتحاد السوفيتي بعد التفكك
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ظهرت خمسة عشرة دولة جديدة، وشهدت كل واحدة منها مصيرًا مختلفا، قد تعاني معظم هذه الدول من التفكك والفساد والتنافس علي الحكم والثروات والحروب الداخلية، ومن بين هذه الدول روسيا وكازاخستان وأوزبكستان وأرمينيا وإستونيا وغيرها، حيث أثر تفكك الاتحاد السوفيتي على خريطة العالم بشكل كبير.
دول الاتحاد السوفيتي بعد التفكك
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تشكلت 15 دولة مستقلة، ولكل دولة منها سيادتها الخاصة وحروبها الفردية التي خاضتها، هناك دول نجحت في تحقيق تعافي اقتصادي وتطوير سياستها وفرض سيطرتها، بينما مازالت دول أخرى تعاني من الاستهداف الخارجي والطمع في الثروات والفساد الداخلي والخارجي.
-
بيلاروسيا
بعد أن تحررت من سيطرة الاتحاد السوفيتي، أقامت إحدى الدول انتخابات رئاسية حرة، فاز فيها ألكسندر لوكاشينكوا، وقد وعد بتأسيس دولة قوية ومستقلة عن الماضي، كان يعمل أيضا على محاربة الفساد والانتهاكات الدستورية وكان هدفه الرئيسي تعزيز سلطته في الداخل وإظهار شخصيته أمام المجتمع الدولي، بدأ حكمه في بيلاروسيا منذ عام 1994م.
-
طاجيكستان
تعتبر واحدة من الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي وتعد واحدة من أكثر الجمهوريات السابقة فقرًا، وتؤكد المؤشرات المتعلقة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ذلك، بعد وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991م، تفشت حرب أهلية تدمرت على إثرها الدولة، واستمرت في معاناة البطالة وسوء إدارة البلاد وتفشي الفساد، وتعاني أيضًا من نقص الخدمات و انقطاع الكهرباء، ومن المهم أن نذكر أن هذه الدولة كانت تلعب دورًا حيويًا في تأمين التجهيزات العسكرية لولايات الاتحاد الأمريكي وحلف شمال الأطلسي ضد حركة طالبان، وتعتمد بشكل كبير على روسيا للحصول على الدعم الاقتصادي والاستراتيجي، كما أنها تحتوي على قاعدة عسكرية روسية في طاجيكستان وتعد من الدول التي تحلفت مع روسيا.
-
أوكرانيا
أوكرانيا هي إحدى الدول التي نشأت سياسياً بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وتميزت بكونها أول دولة تستخدم صندوق الاقتراع لتحقيق انتقال سلمي للسلطة، وفاز بها ليونيد كوتشما في انتخابات رئاسية نزيهة عام 1994، تم عقد دستور جديد في أوكرانيا في عام 1996م، حيث عملت البلاد على إصلاح نظامها ومؤسساته وتطوير نفسها، وبالتالي أصبحت الخريطة السياسية لأوكرانيا متميزة إلى حد كبير، حاولت بأقصى جهد لإصلاح اقتصادها المتهالك تمامًا، ويجدر بالذكر أن روسيا واجهت المزيد من الصراعات بسبب الثروات الطبيعية التي تمتلكها من الدول المجاورة، ولذا لا تزال تعاني من تفجيرات الحروب السياسية والعسكرية حتى اليوم.
-
أرمينيا
تعد أرمينيا واحدة من أفقر الدول في منطقة القوقاز من حيث الموارد والثروات، ويعتبر أكثر من ثلث سكانها يعيشون تحت خط الفقر، بالإضافة إلى ذلك، تعاني البلاد من النزاعات التي تثيرها الدبلوماسية من جيرانها، في السابق، كانوا يتعرضون للكثير من التهديدات المتعلقة بالإبادة الجماعية ومشاكل أخرى تجعل الدولة تفتقد السيادة والأمان حتى عام 1994، وعلى الرغم من ذلك، تعد أرمينيا حليفًا وثيقًا وقويًا جدًا لروسيا، حيث تحتضن قاعدة عسكرية روسية قرب مدينة غيومري الإقليمية.
-
تركمانستان
يعاني تركمانستان منذ فصلها عن الاتحاد السوفيتي من مشكلة الفساد الكبير، على الرغم من امتلاكها لثروات كبيرة، إذ إنها تعد رابع أكبر دولة في العالم من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، واجهت بلاد كازاخستان العديد من المشاكل والصراعات في جميع القطاعات بعد انفصالها عن الاتحاد السوفيتي، ومع ذلك، قويت علاقاتها مع الصين ابتداء من عام 2013م، بالنظر إلى حقيقة أنها تنتج الغاز وتشارك في فتح خطوط الأنابيب، بالإضافة إلى عملها في تصدير إلى الهند وقزوين وباكستان، وتحافظ على اتصالات مستمرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تهدف إلى تعزيز شخصيتها في المنطقة وتعزيز وضعها الاقتصادي.
-
أوزبكستان
إحدى الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي وتتميز بالكثافة السكانية، كما أنها تسعى بشكل حثيث لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية، حيث تنشأ لديها طموحات كبيرة في توطيد وتقوية علاقاتها مع جيرانها، في نفس العام الذي تفكك فيه الاتحاد السوفيتي، حكم إسلام كريموف الزعيم بالحزب الشيوعي في فترة التسعينات، واجهت الدولة العديد من الاضطرابات، بالإضافة إلى مواجهتها للحركات الإرهابية وللحروب الداخلية والتفجيرات القاتلة.
-
قيرغيزستان
تقع قيرغيزستان في أسيا الوسطى وتتمتع بنسبة استقرار نسبية، وأول رئيس للبلاد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كان عسكر أكاييف. عمل هذا الرئيس على اتباع سياسات ليبرالية بحتة، مما جعل دولته تتمتع بسمعة ديمقراطية جيدة حتى عام 2005، بعد ذلك، شهدت البلاد تطورات سياسية أخرى غيرت مسار الحكم بواسطة السلطة.
- كازاخستان
تمتلك كازاخستان حاليًا وضعًا سياسيًا مستقرًا وإيجابيًا، منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991م، نجحت الدولة في زيادة ثرواتها واستغلال مواردها في الطاقة في عمليات التصدير، تحت قيادة السلطان نور نزارباييف، بدأت البلاد رحلة الازدهار والتنمية، حيث عمل بجد على إصلاح النظام الإداري للدولة وتعزيز العلاقات مع جيرانها.
-
روسيا
مرت روسيا بفترة صعبة جدًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث كان الرئيس بوريس يلتسين يدير الكرملين في وقت الحزن منذ عام 1991م وحتى عام 1999م، عاشت روسيا فترة مليئة بالكساد الاقتصادي والاضطرابات، حدث تغير كبير في الهيكل السياسي لروسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، في هذه الفترة، شهدت البلاد فراغًا للقوانين وانتشارًا واسعًا للفساد، بالإضافة إلى ذلك، واجهت روسيا حربًا شديدة مع الشيشان، ثم بدأ الرئيس بوتين في تعزيز سلطته كرئيس للبلاد من خلال التركيز على الجوانب الاقتصادية والسياسية، وعمل على استكشاف الثروات ورفع أسعار الطاقة، وتحسين الظروف المعيشية ومع ذلك، لا تزال روسيا تواجه صراعات مع الدول المجاورة.
-
مولدوفا
مولدوفيا هي إحدى الدول التي انضمت إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1940، وعانت الكثير من الصراعات بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ما تسبب في خسائر فادحة لها، من بين هذه الأحداث، كانت معارك الانفصاليين السلافيين سببا في التراجع الشديد للدولة، واستمرت الأوضاع على هذا النحو حتى عام 2013، عندما حاولت مولدوفيا الانضمام إلى الاتحاد الدولي لضمان أمانها وسلامتها.
-
إستونيا
إستونيا كانت أصغر جمهورية في الاتحاد السوفيتي، يتميزون أيضا بأنهم الأكثر ازدهار وتطور والأقل فسادًا لذلك، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، سعت إستونيا بسرعة إلى تطوير نفسها وتعزيز اتصالاتها وصناعاتها في مجالات الإلكترونيات الحيوية، على الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق في استونيا، إلا أنها واجهت أزمة مالية كبيرة في عام 2008 تأثرت بها البلاد ومع ذلك، لم تمنع هذه الأزمة الحكومة من اتخاذ إجراءات تقشف، وتمت دعمها من قبل الشعب، مما أدى إلى عودة الاقتصاد إلى مساره الصحيح، بالإضافة إلى ذلك، تمكنت من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في عام 2004، لذا فهي تعد دولة شفافة نزيهة وقوية وتتمتع بقدرة على التعافي السريع.
-
لاتفيا
لقد شهدت لاتفيا تحولاً جذرياً وكبيراً بعد الانهيار السوفيتي، حيث انضمت بقوة إلى حلف شمال الأطلسي في عام 2004م، وانضمت إلى منطقة اليورو في عام 2014م، في شأن العلاقات بين روسيا ولاتفيا، تعتبر هذه العلاقة متوترة وسيئة، وتتميز بالخلاف المستمر بينهما، فالسكان الروس في لاتفيا يواجهون المزيد من المشاكل وهذه المسألة تعتبر واحدة من القضايا الحساسة التي تناقش على مستوى دولي واسع، هناك عددًا أكبر من الروس يعيشون في لاتفيا حيث يشكلون ربع سكانها، إذ يقدر عددهم بحوالي 2.1 مليون نسمة. تعتقد السلطات اللاتفية أن وصول الروس الكبير إلى بلادها هو جزء من سياسة روسيا للسيطرة عليها.
- ليتوانيا
هي من إحدى الدول التي تحققت لها فوائد من تفكك الاتحاد السوفيتي هي ليتوانيا، حيث حصلت على استقلال كامل وانضمت إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 2004، مما أعطاها هوية استقلالية واضحة في المنطقة وهي أيضًا دولة فريدة؛ ففي عام 2009 نالت السيدة داليا جربيوسكايتو خلال فترة توليها للبلاد لقب “السيدة الحديدية” نظرا لكونها أول امرأة تحكم البلاد. ومع ذلك، تعاني علاقات ليتوانيا مع روسيا من سمات الكراهية والسموم، حيث تتعارض روسيا مع معظم دول الناتو وخاصة تلك التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي.
-
أذربيجان
أذربيجان هي دولة ثرية بالنفط والغاز الطبيعي، وتعد الدولة الأكثر نجاحًا في هذا القطاع في منطقة القوقاز، ساهمت صادرات النفط والغاز في تكوين علاقات جيدة مع بعض الدول، وساعدتها في تحقيق سيادتها على أراضيها، مع ذلك، تأثرت البلاد بشكل كبير بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بسبب الفساد الداخلي، ثم تفاقمت العلاقات بينها وبين أرمينيا مما أدى إلى نشوب حرب عنيفة في منطقة ناغورنو كاراباخ، أدى ذلك إلى تدهور البلاد والدخول في اتفاقيات تفقد جزءًا من أراضيها، ومع ذلك، سارعت السلطة السياسية الجديدة للتصدي للفساد حتى أصبحت أذربيجان الآن تفخر بثرواتها الهائلة أمام العالم.
-
جورجيا
عانت جورجيا بشدة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، حيث واجهت تحديات كبيرة على عدة جوانب، تعرضت لصراعات مع أبخارزيا وأوسيتيا الجنوبية، وخاضت حرباً مع روسيا أسفرت عن فقدان العديد من الأرواح، مما لاشك فيه أن الصراع الأهلي الذي نجم عنه الحرب كان ييعتبر جزء من التوترات العصبية التي كانت تجتاح البلاد. حيث شهدت العاصمة تبليسي حربًا عنيفة أدت إلى الفساد والدمار، وظلت الأوضاع على ما هي عليه منذ إنهاء الاتحاد السوفيتي في عام 1991 حتى العام 2013، وصلت جورجيا إلى اتفاقياتها بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، مما ساهم في جعل البلاد أكثر ثبات واستقرار وبعد عن النزاعات بشكل نسبي .