طفلة حلوان .. فتاة بملامح مصرية أصيلة وابتسامة دافئة ويشهد لها جيرانها وأصدقاءها بحسن الخلق، إلا أن جيرانها استيقظوا على صوت ارتطام جسدها بالأسفلت.
عانت طفلة حلوان الأمرين بعد انفصال والديها، فالأم لا تستطيع تسديد مصاريف المدرسة والمنزل، والأب امتنع عن الإنفاق عليهم، لتقرر الفتاة العمل بأحد المحلات القريبة.
«دي ملاك».. جملة تستمع إليها بمجرد وصولك إلى أحد شوارع التبين، ويبدأ الجيران في سرد قصة الطفلة المكافحة التي عملت مقابل 500 جنيه لمساعدة والدتها.
لم تتخيل «هدى»، صاحبة الـ14 ربيعًا أنها ستدفع حياتها ثمنًا لدفاعها عن نفسها من صديقتها التي وضعت خطة شيطانية لتصويرها في أحضان شاب بغرض ابتزازها.
بدأت قصة طفلة حلوان المأساوية، بعدما شاهدت صديقتها المقربة في وضع مخل برفقة شاب في ساعة متأخرة من الليل، لتخجل الفتاة وتهرول مسرعة نحو منزلها عاقدة العزم على معاتبة صديقتها في اليوم التالي.
«ملكيش دعوة»، جملة قالتها صديقة الفتاة بعدما أخبرتها «هدى» بخطورة فعلتها، ونهرتها وأمطرتها بالألفاظ غير اللائقة وهددتها بالإيذاء إذا تدخلت في حياتها مرة أخرى.
طفلة حلوان ماتت دفاعًا عن الشرف
شعرت الفتاة بالصدمة وابتعدت عن صديقتها وعادت لمنزلها تروي لوالدتها بدموعها الحارقة عن فعلة صديقتها، لتربت الأم على رأسها وتطلب منها الابتعاد عنها، ولكن على الجانب الآخر جلست صديقة الفتاة تفكر في طريقة لإذلالها.
لم تمضي سوى ساعات قليلة، وأطلت صديقة طفلة حلوان عليها بابتسامة واسعة تعتذر لها عما بدر منها في اليوم السابق، وتطلب منها الصعود إلى سطح البناية المجاورة ليتسنى لهم الحديث سويًا.
شعرت الفتاة بانقباضة في قلبها فتجاهلتها وصعدت بخطوات مسرعة نحو سطح البناية، ولم تمضي سوى لحظات، وفوجئت برفيق صديقتها ينتظرها، لتدور عيناها نحو صديقتها تستغيث بها لتجدها ممسكة بهاتفها مستعدة لتصويرها حال الاعتداء عليها.
«ارحميني حرام عليكي».. آخر كلمات الطفلة هدى قبل مقتلها
استغاثت طفلة حلوان بصديقتها من الذئب البشري الذي حاول الاعتداء عليها قائلة: «ارحميني حرام عليكي»، ولكن استغاثتها قوبلت بعدم اهتمام من رفيقة عمرها التي لم ترغب إلا في إذلالها.
دقائق مضت على الفتاة التي لم تجد سبيلًا للهروب من الفخ التي نصبته صديقتها، إلا إطلاق صرخات مفزعة لتنبيه الجيران، لتضع صديقتها يدها على فم «هدى» مهددة إياها بالإيذاء.
واصلت طفلة حلوان الصراخ لتدفعها صديقتها من الطابق الخامس لتطير في الهواء وترتطم بالأسفلت محدثة صوتٍ عالٍ، وتفارق الحياة دفاعًا عن الشرف بينما فرت صديقتها ورفيقها هاربين من قبضة الأجهزة الأمنية.