أوضح اللواء دكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، في تصريحات خاصة لـ “الأيام”، أن المنطقة كادت تتحول الي منطقة حرب إقليمية، تدخل فيها كل الأطراف، حيث شهد العالم أول أبريل الجاري، الغطرسة الإسرائيلية بمهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأشار الخبير الاستراتيجي بأكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن العرف الدولي يمنع قيام دولة بضرب قنصلية دولة أخرى، داخل أراضي دولة ثانية، وهذا ما قامت به إسرائيل، عندما تجاوزت الأعراف الدولية، وقامت بضرب القنصلية الإيرانية على الأراضي السورية.
وأكد “فرج”، أن الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية، أسفرت عن مقتل 16 فردًا، منهم 7 عسكريين من كبار القادة، في الحرس الثوري الإيراني، وسبق أن تم قتل “قاسم سليماني” عام 2020، على يد القوات الأمريكية، واعترفت بذلك صراحةً قائلةً: “أنا قتلت سليماني.. أي حد عاوز يعمل حاجة يوريني”.
وأضاف “فرج”، أن الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية، هيجت الشارع الإيراني ضد قادتها، ولذلك قامت إيران بضربة، لامتصاص غضب الشعب الإيراني، وقامت بالرد على إسرائيل، في حرب استمرت 5 ساعات فقط، في صحراء النقب، ولم توجه ضد تل أبيب.
واستخدمت إيران خلال هجماتها، 185 طيار ة مسيرة 110 صاروخ أرض أرض 36 صاروخ كروز من إيران لمهاجمة إسرائيل، وتصدت إسرائيل لهذه الهجمات، والقواعد الأمريكية في سوريا والعراق، ولم يدخل إسرائيل سوى 7 صواريخ فقط.
وكشف “فرج”، أن ما حدث في الهجمات الإيرانية على إسرائيل، ما هي إلا “تمثيلية” نفذتها إيران بذكاء شديد، لأنها لا تريد أن تشعل الحرب في المنطقة، فقامت بضرب قاعدتي “نواتيم ورامون”، بحجة أنهما خرجت منهما الطائرات التي ضرب قنصليتها في دمشق.
وأضاف “فرج”، أن تلك الضربات الـ 350، لم تسفر سوى عن إصابة فتاة فلسطينية فقط، ولم يتم توجيهها، إلى المناطق المأهولة بالسكان، خاصة وأن إيران تمتلك أكبر كمية صواريخ في المنطقة، مؤكدًا قوله من البداية، أنها كانت “تمثيلية”.
وقدم “فرج” الدليل على “تمثيلية” حرب إيرانية، أن قبل تنفيذها بـ 3 أيام، أبلغت إيران المنطقة، وأبلغت الرئيس الأمريكي، في منتجع “الويك إند” يقضي أجازته، ويقوم بايدن بقطع إجازته الأسبوعية، ويرجع البيت الأبيض، لأن هناك معركة غدًا على إسرائيل.
وتساءل “فرج”، هل أحد يصدق إن نتنياهو، يقوم بإلغاء الدراسة في المدراس، قائلًا: ” إيران ستهاجم إسرائيل غدًا”، وبالفعل نجحت الولايات المتحدة، في إدارة وإخراج المسرحية، ولولا ذلك لتطورت الأحداث، في الشرق الأوسط، بين دول تمتلك قوة نيرانية.
وأضاف “فرج”، أن إسرائيل كان يجب عليها، أن تقوم بالرد هي الأخرى، بعد هذه الضربة الإيرانية، لحفظ ماء الوجه، وبالفعل فوجئنا يوم الجمعة الماضية، بقيام إسرائيل بضرب أصفهان الإيرانية، ولكن رد وزير خارجيتها على ذلك، بأنها مجرد شوية صواريخ.
وتم التنبيه على المسؤولين في إسرائيل، بعدم إصدار أي تصريح، ولكن الواشنطن بوست وكل الصحف الأمريكية، أكدت إن إسرائيل ضربت ضربة، ضد أصفهان بصاروخ جديد اسمه “راماج” اخترق كل الدفاعات الإيرانية.
وأكد “فرج”، أن إسرائيل بعثت بـ 3 رسائل لإيران، من خلال هذه الضربة، تمثلت في الأتي:
- نجحت إسرائيل في الوصول إلى العمق الإيراني بكل سهولة.
- ضرب أصفهان لأن بها 4 منشآت نووية، وبها محطة “نطنز” أكبر منشأة لتحصيب اليورانيوم في إيران.
- ستقوم إيران بإنشاء مفاعل نووي جديد في أصفهان قريبًا.
وبالتالي مضمون رسالة إسرائيل، أنها لو كانت تريد ضرب إيران بقوة لفعلت.
وأهم شيء عدم تطور سيناريو التمثيلية، كانت ستشهد المنطقة حرب إقليمية.
واختتم “فرج” تصريحاته، أنه حتى هذه اللحظة، لا أحد يعرف ما سيتم في رفح، هل هناك مقترحات لوقف إطلاق النار، رغم استمرار المظاهرات في إسرائيل، ضد نتنياهو الذي يحافظ على استمرار الحرب في غزة، حتى لا يخرج منهزمًا.
ورغم كل هذا، نجد الكونجرس الأمريكي، قام بمنح إسرائيل، أكبر صفقة في تاريخها.