انتهى قبل قليل مسيحيو مدينة الأقصر من “دورة السيدة العذراء” التي جابت شوارع منطقة شرق السكة، وسط حضور الآلاف من المسيحيين والمسلمين المحبين للسيدة العذراء، حاملين لافتات المحبة والأخوة لشركاء الوطن.
وفي جنوب الأقصر، توافد العديد من أقباط قرى ونجوع وبندر مدينة إسنا والمدن المجاورة، على كنيسة السيدة العذراء مريم «مقر المطرانية» بمدينة إسنا، للاحتفال بعيد صعود جسد السيدة العذراء، وذبح الذبائح وتقديم النذور، طلبًا من العذراء مريم شفاعة صلاتها والتبرك منها.
وقال أحد الخدام في «خدمة النذور» بالكنيسة، إن النذور والذبائح بشكل عام تنقسم إلى نوعين، هما «النذر غير الكامل» و«النذر الكامل».
وأوضح الخادم، أنه في الحالة الأولى يخصص صاحب الذبيحة «النذر»، سواء كان خروفًا أو بقرة أو عجلاً أو ماعزًا، حسبما نذر الشخص، وتخصيص جزء من ذبيحته للدير أو الكنيسة، سواء الربع أو النصف، ويأخذ باقي أجزاء الذبيحة ليوزعها حسب رؤيته، ويكون في الأغلب على الفقراء والمحتاجين، أما في الثانية، فهناك بعض الأقباط الذين يشهدون معجزة في حياتهم، بشفاعة من السيدة العذراء مريم أو أحد القديسين، ونتيجة ذلك يخصصون ذبيحة بالكامل للدير.
وأشار إلى أن البعض يقدر القيمة المالية للنذر الذي وعد بتأديته، سواء ذبيحة كاملة أو النصف أو الربع، ثم يدفع هذه القيمة للدير أو الكنيسة، لافتًا إلى وجود العديد من الأديرة التي يفضل الأقباط وفاء نذورهم بها، مثل دير السيدة العذراء في درنكة بأسيوط، الذي يعد الأشهر في استقبال نذور الذبائح خلال عيد العذراء مريم.
بالإضافة إلى أن هناك من ينذر الذبيحة لعام واحد فقط، وهناك من يكررها بشكل سنوي حبًا ووفاءً للسيدة العذراء مريم، وذلك حسب مقدرته المادية.
ولا يقتصر الأمر على الذبائح فقط، حيث يحرص بعض الأقباط على أن تكون نذورهم للسيدة العذراء مبالغ مالية، حسب مقدرة كل منهم، مقابل إيصال تسلم المبلغ المالي من الشخص الذي يفي بنذره، لتوثيق الأمر، وجميعهم متساوون في تعبيرهم عن محبتهم للسيدة العذراء، من خلال النذر الذي يحرصون على الوفاء به، سواء مرة واحدة خلال العام الذي استجيب فيه طلبهم، أو بشكل متكرر سنويًا.