تعد التربية الصحية من أهم مجالات الصحة العامة الحديثة، كما أنها جزء أساسي لأي برنامج للصحة العامة، ولم تعد التربية الصحية عملية ارتجالية، بل أصبحت عملية لها أسس ومبادئ تربوية.
هناك العديد من التساؤلات التى تدور في أذهان الآباء والأمهات منها كيف نربي أطفالنا، التربية ما بين زمان والوقت الحاضر، هل أربي أطفالنا مثل تربية الأب والأم، وهل كل وقت بما يتناسب مع طريقة التربية الحديثة، فمن المؤكد أن الوالدين يحبون أطفالهم بكل وعى وإدراك، ولم يقصروا فى التربية أبداً، إلا أن أبنائنا نريد لهم الأفضل دوماً.
وفي تصريحات لـ”الأيام” ، أكدت د.سارة جمال مدرب الوعي الذاتي والعلاقات الأسرية، وممارس علم نفس الإيجابي، أن الأطفال يعيشون حياة مستقرة بصحة جيدة، متميزين بالنجاح، والسعادة ، ونحن كأولياء أمور الأطفال نوفر لهم كل سبل الراحة بدون تقصير فى حقهم، إلا أن نهتم بصحتهم النفسية، ونسعى على تربيتهم تربية سوية بتوازن ومرونة، ومرونة بدون خلل، ونلاحظ أن كل تربية بطريقة مختلفة التى أثرت بالسلب أو بالإيجاب، ومنها التربية صحيحة ومنها الخاطئة.
أفادت أن هناك من الآباء والأمهات يسير على خطى تربيته، وتجاربه وتجارب المحيط من حوله في الحياة، وكلها تجارب شخصية، ومنهم من يربى بطريقة البعد عن السلبيات التى تعرض لها، ولا يريد العيش لأطفاله مثلما عاش فى السابق، دوماً الوالدين يبحثوا عن ماهو الأفضل لأطفالهم، بالإضافة إلى كل أسرة لها وجهة نظر من حيث العقاب، سياسة الحزم، والشدة ، الدلع,
وأشارت إلى أن هناك فجوة بين تربية زمان ووقتنا الحاضر، وهذا يعود إلى قلة الوعى، وعدم فهم مراحل التربية واحتياجات واختلاف قدرات وسمات كل مراحل التربية، بالإضافة إلى أن سلوكيات الأطفل تختلف من طفل لآخر، باختلاف أيضاً طريقة الأمهات من حيث الضغط، الصبر، وقوة التحمل، إن الأطفال مثل الأسفنجة يتمتص ويتأثر بكل من حوله، ومن هنا شخصية أطفال تتكون من خلال تعاملنا وتصرفتنا.
ونوهت أن التربية الصح هى التى تحافظ علي نفسية طفلي بما يناسب مع شخصيته، لذلك أحتاج إلى تحقيق تلك المعادلة مابين الحزم والحب والمرونة، وامتاز بمرحلة الوعى والإدراك بمراحل التربية التى تتناسب مع المرحلة العمرية، مع الأخذ فى الاعتبار 5 نقاط أساسية فى التربية منها الآتى:
- اختلاف الظروف البيئية لكل طفل.
- اختلاف طبيعته من حيث الشخصية ومراحل نمو والقدرات والسلوكيات.
- القيم والمعتقدات التى تغرسه بداخله منذ الصغر.
- الاستقرار الأسري والأمان .
- احترام هويته وكيانه.
كيفية تربية الطفل والتعامل معه
- لدى وعي وافهم واكتشف ابني.
- التواصل بين الأم والطفل.
- عدم الحكم علي تصرفات الطفل، واترك له مساحة الصبر وفهم لسلوكه.
- اعزز القيم والسلوكيات الإيجابية الصحيحة من خلال طريقة المعاملة مع الطفل ومع غيره.
- أحاول اهتم بتفصيله وأشاركه ، ويصبح له دور في الحياة .
- اكتشف مميزاته ومواهبه ومهاراته واحفزه واقويها.
- احاول اعدل سلبياته وسلوكياته بتعليمه الصح والبديل من غير التركيز عليها بالنقد أو التقليل منه.
- أخذ الأمور بعينه وفكره من أجل التحكم في رد فعلي عليه.
- اترك له مساحة لخصوصيته واحترم رأيه.
- التعامل بمرونة بحب واحتواء.
- البعد عن العقاب الجسدي أو المعنوي لتأثيره وألمه النفسي، وأثره علي شخصيته وحياته في الحاضر والمستقبل.
- التركيز علي نوع شخصية الطفل و السبب الخفي وراء سلوكياته وطرق التعامل معه مهم جدا.
تلبية الاحتياجات النفسية للطفل
كما ذكرت د.سارة أن أطفالنا أمانة لدي الأسر، لذلك يجب الحفاظ عليهم، بما يتناسب معهم، والجدير بهم أن نتعلم، ونغير من أفكار فى التربية الصحية، ومن أجل وصول لأهدافنا فى التربية، ونحقق رسالتنا بتربية وتنشئة طفل سوي صحياً ونفسياً، قادراً علي مواجهة الحياة وتحقيق نفسه وأحلامه وتميزه، وأيضاً نكون السند للطفل، وتدعو الأمهات إلى الوعى والصلاح وحسن التربية.