يُعد “الزواج” القاعدة الأساسية لبناء الحياة الزوجية، وتأتي أهميته من كونه عملية تهيئة نفسية واجتماعية للإقبال على المراحل الحياتية، وتتضمن التأهيل ووضع مقاييس لاختيار شريك الحياة.
أكدت د. سارة جمال مدرب الوعي الذاتي ، كوتش العلاقات الأسرية، وممارس علم نفس الإيجابي على أن الأشخاص مختلفون فى إدراك معني “الزواج”، وذلك علي حسب الشخصية، الوعى، التفكير، التربية، والظروف المحيطة أيضاً، ويأتى التساؤل هنا هل الزواج يحتاج إلى الوعي أم هو بمثابة لعبة النسيان أو علاقة قابلة للتجربة.
قالت سارة : ” شبهت الزواج بالبحر وأمواجه تتصف بالغدر، لذلك أكون بسباح ماهر لكى أعبر لبر الأمن والأمان، كما أن المرأة تحلم دوماً بالرجل الفارس الذى يأتى بحصان أبيض ويأخذها إلى جزيرة الأحلام، بينما الرجل يحلم بأن تكون زوجته كونها أم ثانية أو جنية الأمنيات، كلا الطرفين قد تربيا بطريقة مختلفة، فمنهم من يخرج سوي ومنهم مشوه”.
أفادت أن الزواج السائد في مجتمعنا المصرى قائم على تلبية احتياجات لكلا الطرفين، حيث يكون الرجل والمرأة سند، وقادرين على تحمل المسئولية، فإنهم ذو أصحاب القيم والمبادئ والأخلاق السوية، بينما معظم الأشخاص لا يدركون معني الزواج الحقيقي، فهم يبدأوا بعلاقة مزيفة مشوهة، مبينة على تلبية الاحتياجات الناقصة، التشوهات، العقد النفسية، المعتقدات الخاطئة، سواء كانت من التربية أو من التجارب السابقة.
كما أشارت إلى الزواج القائم على سد الاحتياجات مثل الشهوة، المال، والونس .. إلخ، مؤكد هذا زواج فاشل بنسبة كبيرة مع سبق الإصرار والترصد، فإن علاقة الزواج أعمق كتير، فهي أهداف لا احتياجات، والهدف البدء فى حياة جديدة مستقرة نفسياً علاقة تكمالية لا مثالية، فيها السكن والأمان والتراحم، لا للهروب من الخلافات الأسرية، أو مقابلة الشخص الذى يحقق أحلام وردية.
معني الزواج الحقيقي
نوهت أن الزواج بالفطرة المبنى على الشراكة، لأن الزواج بمثابة شركة يحتاج إلى بذل المجهود من الطرفين، من أجل تقوية أساسها وتكمل وتستمر لحياة زوجية سعيدة، مع وجود الاحترام المتبادل، الالتزام لا الإلزام “الحقوق والواجبات”، بالإضافة إلى المودة والرحمة، كما الله تعالى:” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً”، المشاركة أى أنه السعي لأداء الدور والرسالة فى الحياة، المرونة والتفاهم، فلا يوجد الراجل “سي السيد” ولا هي “المرأة الحديدية”، مع التواصل بشكل جيد، والوعي بالآخر في الشخصية والاحتياجات لسعادة كلا منهما.
العلاقة “خد وهات”
نبهت أيضاً إلى أن الزواج علاقة “خذ وهات” أى ” رايح جاى” بمعنى أيضاً أن أى الطرفين يسعوا لمستقبل أفضل لهما، ومن الجيد الاهتمام بكل طرف بمهامه فى الزواج، كن لها رجل سند وأمان، تكن لك ماتتمني.
ونصحت أخيراً الأزواج بالعودة إلى فطرتنا وتعالمينا الدينية، وخلق جو أسرى مشترك، بالإضافة إلى الوعى بمنظومة الحياة، فمن الأفضل السعى إلى الاستثمار فى العلاقة، لخلق علاقة سوية، وتنشأ جيل سوي نفسياً، زرع فيه الأخلاق والقيم والحب والمرونة، لديه شبع من الاحتياجات والتوازن، ليس بقايا أرواح بالشهوة والغرائز في الأجساد.