مع كثرة المشاكل في العلاقات الزوجية، وحالات الطلاق التي ارتفع معدلها إلى 2.6 مليون حالة نتيجة اتباع سلوكيات خاطئة من قبل الزوجين، ما يؤدي في النهاية إلى تدمير علاقة وبيت يضم أطفالا.
وتنجم الكثير من حالات الطلاق نتيجة غياب الوعي لدى الزوجين عن المسؤولية الملقاة على عاتقهما كما لا يلجأون إلى خلق أو امتلاك وعي وثقافة إيجاد الحلول فيما بينهم.
ومن أجل كل هذه الأسباب وفي سبيل إيجاد حلول تقي الأسر “أبغض الحلال” أجرينا حوارا مع الدكتورة شاهندا خليل طبيبة نفسية ومعالجة، وأول متدرب معتمد من معهد جوتمان لعلاج الأزواج، إليكم نص الحوار..
أولا.. ما هو العلاج الزواجي بأسلوب جوتمان؟
أسلوب جوتمان للعلاج الزواجي مبني على مبادئ سبعة للزواج، وهو يعد بيتا للعلاقة السوية، عبارة عن 7 أدوار يمكن تلخيصهم في 3 أسس وهي وجود علاقة الصداقة مابين الزوجين، القدرة على حل المشاكل والخلاف، كيفية خلق ثقافة مشتركة بين الزوجين، فهي عن دوائر متداخلة يكملون بعضهم، ولا يمكن الفصل فيما بينهم.
والبيت القائم على التوازن يكون من 3 محاور، ولكي تصل أي علاقة زوجية للنجاح فعليها اتباع مبادئ جوتمان.
وأسلوب جوتمان هو أحد مدارس العلاج التي قام بتطويرها د.جون ود. جولى جوتمان بناء على خبرة 40 عاماً من العلاج الزواجى ومجموعة من الأبحاث.
ما هي الحالات التي تتطلب العلاج الزواجي؟
يوجد مشاكل في الحوار، اختلاف الثقافات للزوجين، حيث نشأ كل طرف في بيئة مختلفة، فيتصادم الطرفين مع عدم القدرة على حل أو مواجهة الخلاف لذا يحتاج بعض الأزواج للمساعدة لخلق ثقافة مشتركة بينهم.
هل يوجد قابلية للزوجين لاستقبال العلاج الزواجي؟ وهل يوجد مقبلين على الزواج يتناولون الأسئلة بخوض تجربة الزواج؟
للأسف يحدث ذلك بعد فوات الأوان، فالأزواج يلجأون إلى العلاج الزواجي بعد مرور الوقت، وذلك يأتي بعد عرض مشاكلهم للأهل والأقارب والأصدقاء، ومن ثم يخضعون إلى العلاج بعد أن يتم استنزافهم نفسياً، وكثير من الأزواج لديهم القابلية لتدخل معالج نفسي لكي تستمر العلاقة.
وبالنسبة إلى المقبلين على الزواج فهم يأتون لمعالج ولا يأتون ورش العمل أو مجموعات، فالتوعية للزواج تكون في خصوصية تامة بين الشخصين.
س: ما تقييمك للعلاقات الزوجية؟
يخضع الأزواج المتلقين للعلاج بطريقة جوتمان إلى جلسة تقييم مشتركة متبوعة بجلسات تقييم فردية، كما يقومون بالإجابة على مجموعة من الاختبارات التي يقوم المعالج بإعطائهم التفاصيل بنتائجها.
ما هي أهم التقنيات للعلاج الزواجي بأسلوب جوتمان؟
دوري كمعالج المساعدة في كسب المهارات في الحوار والتحدث عن المشكلة التي تسبب لهما الانزعاج بشكل واضح وصريح، وتلك التنقية تدعى بـ” جوتمان رابابورت” ويجب أن يكون الزوج واعياً لتلك المشكلة ومشاعره وأفكار المحيطة به، ويبدأ في طلب ما يريد من تلك العلاقة، وما يطمح إليه ما هي الحاجة المفتقدة في شريك الحياة.
ما هي الصعوبات التي تواجهينها كمعالج؟
المجتمع الشرقي قائم على مبدأ القوامة عند الرجل، كما ذكر أيضاً في الدين، إلا أن الحقيقة تختلف فإن دور الرجل احترام المرأة وتقديرها واعتبرها كشريكة حياة وهذا لا يتعارض مع القرآن الكريم والسنة الشريفة.
ودور المرأة في المشاركة الأسرية يمثل نقطة ضعف، فالثقافة الشرقية تحمل أخطاء في المفاهيم والأفكار المأخوذة.
وعلى سبيل المثال: الكلمة كلمة الرجل، رجل البيت، ويوجد صعوبة فعلية لتعديل تلك المفاهيم، نتيجة التربية أو الفهم الخاطئ للدين
في العلاقات الزوجية وبعد مرور فترة طويلة يشعر الزوجان بنوع من الملل والفتور.. ما السبب، وهل يوجد علاج لذلك؟
نعم.. بعد مرور فترة من الزواج يشعرون بالملل والفتور، وبأسلوب جوتمان نعمل على كيفية زيادة الشعف من العلاقة أو من جودة الصداقة، مما له تبعية على جودة العلاقة الجنسية والرومانسية فيما بينهما، حيث إن كلا الطرفين يعتقد أنه فهم الآخر وأدرك كل ما يخص به، فيفقد الشغف في تلك العلاقة ويشعر بالضجر والملل.
وهنا يأتي دور المعالج حيث يساعد في زيادة الشغف في العلاقة الزوجية ويحسن جودة الرومانسية، مما ينتج عنه حميمة العلاقة الجنسية ويعود من جديد الشغف بالجنس الآخر.
س: ما هو الخرس الزوجي؟
هو السكوت السلبي لكلا الزوجين، وانعدام الحوار فيما بينهم، وأن تكون المستجدات التي تحدث في حياتهم خاصة بكل شخص دون أن يتحدثوا في الأمر، حيث إن الشخص الذي تعرفه من 10 سنوات هو الشخص الذي تعرفه الآن.
من هنا يجب على الزوجين أن يجددوا علاقاتهم أو يقوموا بعملية تحديث لمعرفة العالم الداخلي للزوج أو الزوجة التي تعد كشريك الحياة.
س: ما هو الطلاق العاطفي؟
الطلاق العاطفي ” Emotional disengagement”أحد أسبابه “كتم الغضب” ويأتي بعد فترة من الوقت نتيجة تجنب حدوث الحوار أو التحدث في المشاكل الزوجية، فكلا الزوجين يكتم غضبه ومشاعره الداخلية عن الآخر، منفردين عن بعضهما البعض، للسيطرة على الموقف.
ومن هنا يفقد الزوج أو الزوجة القدرة على الحديث وينفصل عاطفياً والانفصال العاطفي يؤدي إلى الوحدة، وبهذا يحدث البرود وغياب الحب والرضا عن العلاقة، وتكون هذه بذرة الخيانة.
والنقد، الدفاعية، الاحتقار، وكتم الغضب هم الغزاة الأربع ” Four Horsmen ” للعلاقة الزوجية، الذين يسببون الخلافات مما يؤدي إلى الطلاق العاطفي.
كمتخصصة في العلاج الزواجي.. ما مهمتك في الدورة العلاجية؟
المعالج النفسي لا يكون بمثابة الحكم أو القاضي الذي يفصل بين الأزواج، ويصدر الحكم من هو الخطأ أو الصح، ولا أيضاً ينصح.
دور المعالج هنا يساعد في اكتساب المهارات للزوجين التي يفتقدوها، من أجل تكوين الصداقة مجدداً، خلق حوار للوصول لنقطة مشتركة، وان أفهم أحلام وطموحات الأزواج، النقاط المشتركة، وإدراك أسباب الوحدة ونقاشها، والتي تساعد في التقارب العاطفي، فالزوجين مثل اثنان يسافران رحلة ما بالسيارة، وقد حدث عطل، وإذ بسيارة المساعدة تأتي لعرض أدوات المساعدة، وبذلك يستطيعوا تكملة الرحلة.
هل يوجد مشكلة زوجية صادفتك وليس ليها حل؟
لا يوجد مشكلة ليس لها حلول، حيث إن الطرفين يسعون إلى وجود حلول، وأنا كمعالج لا يحق لي التدخل في مشاكل مثل العنف الزواجي، كسور ، العناية مركزة، أو حروق، فإذا كان طرف عنيف لا فلا يصح العلاج الزواجي ، أو كان أحد الطرفين يفكر في الانتحار ، ولديه محاولات في الانتحار فيجب إخضاعه إلى علاج فردي أولاً ثم للعلاج الزواجي، أو إذا كان طرف خائن فيجب عليه التوقف عن فعل الخيانة ويخضع فيما بعد للعلاج الزواجي، ويبدأ يجدد التزامه في العلاقة الزوجية.
هل هناك حالات استدعت للطلاق؟
نعم يوجد حالات وصلت للطلاق، عندما يرفض أحد الأشخاص تأثير شريك حياته، فلكل منهما أحلام مختلفة، وليس لديهم استعداد تسوية أو التقارب من الآخر، وبذلك يأخذون قرار الطلاق معاً.
كذلك يحدث الطلاق في حالة أن الرجل يريد الزواج بأخرى، والمرأة ترفض تعدد الزيجات، ولأن العلاج الزواجي لا يعد قهراً لأي طرف لكي يتحمل من أجل الطرف الآخر، فهي علاقة متساوية قائمة على المساواة بين الطرفين، بينما لكل طرف قدرة التخلي عن شئ من أجل الوصول لنقطة التقاء بشريك الحياة.
هل يوجد علاج زواجي عبر الأنلاوين؟
نعم، وذلك في الحالات التي لا يوجد بها مشاعر مختلطة، أو يكون مع الشخص الذي لا يكتم الغضب، ويأتي ذلك من خلال التقييم الذي يحدده المعالج، وتقييم شدة الخلافات، وقدرته على الحل.
ما أغرب موقف قابلك؟
الزوجة اكتشفت في العلاج الزواجي أن زوجها متزوج منذ 5 سنوات ، لأنه ممنوع الخضوع للعلاج الزواجي وهو يقدم على فعل الخيانة، وهذا يدل على أنه يوجد في إطار الزواج خلافات نشأت على مدار السنوات، وبطبيعة الحال لم يجدوا حلولا لها، وبالتالي حدث زواج بأخرى بدون علمها، لذلك الأزواج يلجأون عادة للعلاج الزواجي متأخر وبعد معاناة مع المشكلات.
وتأتي الزوجة إلى العلاج لتتعافى من آثار الصدمة التي تتلقاها من شريك الحياة، حيث أنها لا تقبل الخيانة، ويبدأ البحث عن المشكلة وإيجاد حل لها على الفور،وهنا أؤكد أن أكثر نسبة من الطلاق عائدة إلى التباعد العاطفي وليس الخيانة.
فالخيانة عبارة عن لمبة حمراء، تدل على ما بين الزوجين من مشاكل، يجب عليهما حلها، وليس شرطاً أن يهدد العلاقة الزوجية.
كم نسبة العلاج الزواجي بأسلوب جوتمان؟
طريقة جوتمان فعالة في العلاج الزواجي بنسبة كبيرة، والأبحاث التي تمت في السيتينات على يد جوتمان، تنبأت بنسبة نجاح تفوق أكثر من 90%، بناء على نموذجه.