يبدو أن حصيلة الحرب لازالت تكبد أوكرانيا خسائر فادحة، من بينها مواجهة خطوط الملاحة البحرية الأوكرانية تهديداً حقيقياً يمنعها من تصدير الحبوب إلى الخارج، يتمثل ذلك بوجود الألغام، إضافة للأضرار التي لحقت بالموانئ في البحر الأسود.
لذا فقبل ان تبدأ أوكرانيا في تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، يجب إزالة الألغام وترميم المستودعات وإقناع مالكي السفن بالمخاطرة بالقيام بالرحلة، خصوصاً في ميناء مدينة أوديسا الساحلية.
فقبل الحرب، كان معظم القمح الأوكراني والذرة وزيت عباد الشمس يمر عبر موانئ البحر الأسود، أما الآن فالعديد منها إما في أيدي الروس أو تحاصره الألغام، في حين تضررت البنية التحتية المختلفة للموانئ.
فيما تهدف المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق بين موسكو وكييف لمنح شحنات الحبوب الأوكرانية ممراً آمناً، من الموانئ إلى المياه الأكثر أماناً في البحر الأسود من خلال مرافقة سفن الشحن على طول طريق خال من الألغام.
فيما الخطة جزء من جهد دبلوماسي أوسع لتحرير الصادرات الزراعية الأوكرانية، والتي أوقفتها الحرب إلى حد كبير، مما ساعد على إذكاء تضخم أسعار الغذاء، بحسب تقرير لصحفة “وول ستريت جورنال”.
بالمقابل، كشف مسؤولون أوكرانيون أنه إذا وافقت كييف وموسكو على الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة، أو إذا كانت الحرب ستنتهي، فقد يستغرق الأمر أسابيع، أو حتى أشهرا، لاستئناف حركة الملاحة مرة أخرى.
بدوره، قال رستم أوميروف، عضو فريق التفاوض الأوكراني، إن “هذه قصة قد تكون طويلة الأمد، ونحن ندرس خيارات شحن محصول العام المقبل خارج الموانئ”
في سياق متصل، قالت شركتان كبيرتان لشحن الحبوب إنهما على الرغم من رغبتهما في نقل الطعام من أوكرانيا مرة أخرى، إلا أنهما سيكونان حريصين قبل زيارة الموانئ الأوكرانية للتأكد من إزالة جميع الألغام، نظراً للمخاطر التي يتعرض لها البحارة.
يشار إلى أن هيئة الموانئ البحرية الأوكرانية ذكرت أن ستة موانئ أوكرانية أغلقتها الألغام والبحرية الروسية، بينما احتلت روسيا أربعة موانئ أخرى.
من جهتها، نفت روسيا مراراً أنها تعمدت عرقلة الصادرات الأوكرانية واتهمت كييف بتفاقم أزمة الغذاء.