زواج القاصرات .. أزمة كبيرة تهدد السلم والأمن الاجتماعي في مصر، بعد وقوع العديد من الجرائم بحق القاصرات بعد إتمام زواجهن قبل بلوغ السن القانونية بحجة العفة.!
وقد انتشرت هذه الظاهرة في صعيد مصر والمحافظات الريفية والحدودية بحجة «عفة الفتاة» وخوفاً من شبح العنوسة!.
المثير أن الأهالي يقومون بتزويج فتياتهم بأوارق عرفية اي غير رسمية، لحين بلوغ السن القانونية وإثبات هذا الزواج وهو أمر يترتب عليه العديد من المشاكل القانونية والشرعية للفتاة.
فما حكم الدين في زواج الفتيات القاصرات؟
وما حكم الدين في إتمام الزواج دون إشهار قانوني رسمي لعدم بلوغ الفتاة، وفي حال حمل الفتاة وإنجابها الأطفال دون وجود علاقة زواج رسمي ما حكم الدين في هؤلاء الأطفال؟
زواج القاصرات .. حرمة شرعية وجريمة قانونية
الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية أكد أن الإسلام جعل كرامة المرأة فوق كل اعتبار، وأعلى شأن الأنثى إلى أرفع مقام.
وأضاف علام في بيان عن دار الإفتاء المصرية، لقد عصم الإسلام البشريةَ بالزواج من استغلال الغرائز واتِّباع الشهوات؛ وجعله عقداً مقدساً غليظاً، ليس من مقصودِه تمتع الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل فحسب، بل المقصود منه إلى جانب ذلك المحافظةُ على الإنسان وتحقيقُ التناسل وبقاء النوع الإنساني.
كما حرصت الشريعة الإسلامية على تحقيق الأنس والسكن الروحي والنفسي بهذا الزواج كما ورد في القرآن الكريم حيث قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
وأكد مفتي الجمهورية على أن ما نشهده في العقود الأخيرة من زواجِ القاصرات يجعلنا جميعًا أمام مشكلة اجتماعية خطيرة، لأنها تخالف القواعد المثلى للدين والقانون.
كما أنه يتعارض مع قواعد الزواج السويِّ ومقومات استمراره؛ لأن الفتاة القاصر، غير بالغة وغير رشيدة وبالتالي فهي غير مؤهلة لإدارة أسرة وهنا الخطر.
وأضاف فضيلته، يطلق في الاستعمال الشائع على من لم يبلغ الحُلُمَ: الصّغير والصَّبيّ والجارية، وهم مَن دون سن البلوغ الذي حدده أهل القانون في مصر ببلوغ سن الزواج وهو 18 سنة وهذا يخالف القانون الذي حث الشارع الحكيم على الامتثال به ما دام لا يخالف الشريعة الإسلامية.
وطالب الدكتور شوقي علام بمنع هذا النوع من الزواج باعتباره الرأي المعتمد شرعًا وقانونًا.
وشدد الدكتور شوقي علام على أن زواج القاصرات باطل شرعاً؛ لعدم توافر الشروط والأركان الحقيقية للزواج، وتضمنه آثارًا خطيرةً تُهدد استقرار الأسرة والمجتمع.