يشهد الجميع بموهبة الفنانة الراحلة سنان جميل، والتي يحتفل الشارع المصري، بذكرى ميلادها والتي توافق يوم 27 أبريل، حيث قدمت خلال مشوارها الفني، عدد من الأعمال الفنية الراسخة في وجدان السينما المصرية، وأصبحت علامة مضيئة في تاريخها الفني.
تعرضت الفنانة سناء جميل، لمعاناة كبيرة في بداية مشوارها، موضحة في لقاء نادر لها، أنها قدمت في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولم تكن تجيد قراءة اللغة العربية، فهي خريجة مدارس الميردي ديو الفرنسية، وحفظت مشهد باللغة العربية.
وتوضح، أنها عندما طلبوا منها قراءة مشهد آخر، اعترفت لهم أنها لا تجيد القراءة، فأبلغوها أنها نجحت بالمعهد، وبدأت تتدرب على القراءة، كي تستطيع دراسة التمثيل، وطلبوا منها توقيع ولي الأمر، على خطاب قبولها بالمعهد.
وكانت هنا الكارثة، لأنها تعلم جيدًا أن شقيقها، لن يوافق على ذلك فقامت بتزوير توقيعه، وبعد فترة بدأت الصحف تكتب عنها، وعن المعهد والمسرحيات التي تقدمها، وهنا علم أخيها فقام بصفعها على أذنها، فقدت السمع في إحدى أذنيها، وطلب منها ترك التمثيل فرفضت.
وطلب منها شقيقها الاختيار، إما المنزل أو التمثيل، ففضلت التمثيل وتركت البيت، وكان يوم حريق القاهرة، ومشيت في الشوارع خائفة، لا تملك أي نقود، فذهبت لبيت سعيد أبو بكر، كان معها في فرقة المسرح، التي أقامها ذكي طليمات، فاستضافتها زوجته عدة أيام.
وعاشت سناء جميل خلال هذه الفترة، على “العيش والجبن” فقط، بعد أن كانت الخادمة، تحضر لها الطعام على السرير، وأصبحت لا تجد قوت يومها، وعندما كانت تتذكر تلك الأيام، كانت تقول لنفسها، الإنسان لن يشعر بقيمة نجاحه، إلا بتلك التضحيات.
وتشير الفنانة سناء جميل”، إلى أن العلاقة مع أهلها انقطعت، طوال مدة 22 سنة، وعندما تيقنوا أنها رفعت راسهم، ولم ترتكب شيء مشين، نالت احترام كل الناس في مصر والبلاد العربية.
من هي الفنانة سناء جميل كونتيسة الشاشة وملكة الأدوار الصعبة؟
ولدت ثريا يوسف عطا الله، الشهيرة بسناء جميل في 27 أبريل 1930، بمركز ملوي في محافظة المنيا، لأب محام ووالدتها خريجة كلية البنات الأمريكية بأسيوط، والتحقت بمدرسة “المير دي دييه” الفرنسية العريقة بالقاهرة.
كما شاركت سناء جميل، في عدة مسرحيات باللغة الفرنسية، أهمها مسرحية “رقصة الموت” بمشاركة الفنان جميل راتب، والممثل الفرنسي كلودمان وعُرضت في عدة مدن فرنسية.
قدمت الفنانة سناء جميل، 65 عملًا تنوع بين السينما والتليفزيون والمسرح، كانت بداية الانطلاقة الحقيقية لها، في فيلم “بداية ونهاية ” والذي حلت بديلة الى الفنانة فاتن حمامة عام 1960م، ومن أشهر أفلامها: “الزوجة الثانية، المجهول، نساء خلف القضبان، الشوارع الخلفية، سواق الهانم، اضحك الصورة تطلع حلوة”.
ومن أشهر المسلسلات التليفزيونية التي قدمتها “الراية البيضا”، “البر الغربي”، “خالتي صفية والدير”، “ساكن قصادي”، ومن أشهر مسرحياتها “ماكبث”، و”الحجاج بن يوسف”، و”زواج الحلال”.
وحصلت على العديد من جوائز وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، وعلى وسام العلوم والفنون عام 1967م، كما كرمها مهرجان الأفلام الروائية عام 1998م.
طردت من منزلها وفقدت السمع بسبب التمثيل وعاشت على العيش والجبن
التقت سناء جميل، بزوجها الكاتب لويس جريس، وجمعتهما قصة حب قصيرة، كللت بالزواج بعد أن كان خائفًا، أن تكون “سناء” مسلمة، لأنها كانت تحلف بكلمة “والله العظيم”، وتم الزواج بين الحبيبين عام 1961، ورفضت الانجاب كي تتفرغ بشكل كامل لعملها الفني.
وروى الكاتب الصحفي لويس جريس، أنه كان يعتقد أن زوجته الفنانة الراحلة سناء جميلة مسلمة، قبل ارتباطه بها، وكان يؤخر عملية الارتباط بها، لحين إعلان إسلامه، وينتظر الحصول على مستند رسمي للزواج منها، مضيفًا، أن “سناء” ردت عليه قائلة: “وتشهر إسلامك ليه.. أنا أصلا مسيحية”.
وأوضح أنها صممت على عقد الزواج في الكنيسة حتى اكتشف انها على نفس الطائفة الأرثوذكسية التي تجمعهما دون أن يعلم من ذلك شيء قبل أن يرتبط بها.
عانت سناء جميل، في آخر أيامها من سرطان الرئة، وظلت في المستشفى لمدة 3 أشهر، وعندما توفيت رفض دفنها، وظلت 3 أيام؛ لنشر إعلان الوفاة “نعى الأسرة” في كل الصحف المصرية والأجنبية، علي أمل أن يظهر كي من أقاربها؛ للمشاركة في جنازتها.
وللأسف لم يظهر أحد، ودفنت سناء جميل في اليوم الرابع من وفاتها وتحديدًا في 22 سبتمبر عام 2002، خرجت جنازتها من كنيسة العباسية، ونشر نعيها الذي كتبته بنفسها، في وصيتها وختمته بجملة “قريبة ونسيبة كل المصريين”.