سيبوا الشبكة لخطيبتي..شاب يُنهي حياته في ترعة المنصورية قبل زفافه بأيام

“ادفنوني جنب أمي وسيبوا الشبكه لخطيبتى”، بتلك الكلمات، ودع الشاب “محمد.أ” أسرته وأصدقائه قبل أن يقرر إنهاء حياته بإلقاء نفسه في مياه ترعة المنصورية بمحافظة الدقهلية، ليترك ذكرى حزينة الذين لم يصدقوا خبر وفاته.

كانت الساعة تشير ببطء إلى الثانية عشر ليلًا، عندما شوهد الشاب يسير  علي أحد جانبي ترعة المنصورية وعلى وجهه نظرة خاوية والسواد والدموع تنهمر من عيناه وكل ما يدور في ذهنه هو والدته التي فارقت الحياة منذ عدة أيام.

كان يشعر بغصة في حلقه كلما يتذكرها وهي تحنو عليه في طفولته وشبابه حتى فرحتها برغبته في خطبه فتاة من القرية .. وفجأة يقفز إلي ذهنه مشهد جثمان أمه في النعش وهو يحمله على أكتافه؛ ليدخل في نوبة من البكاء بجوار ترعة المنصورية.

مضت لحظات على الشاب الذي لم يتحمل فراق أم ووقف وحيدًا يفكر في طريقة لرؤيتها فتارة يدعو الله أن تزوره في أحلامه وتارة ينتظرها تظهر أمامه، وتنهمر دموع حارة من عيناه بعدما يتذكر أنها لن تحضر زفافه الذي بقي عليه أقل من شهر، حتى اختمرت في ذهنه فكرة لرؤيتها، فأرسل رسالة لشقيقته بها جملةً مفزعة: “متدوروش عليا ولو مت ادفنونى مع أمى ومحدش ياخد الشبكه من خطيبتي”.

قيد الشاب يدية وقدميه ولم يحاول التراجع عما يفعله فكل ما كان يدور في ذهنه هو وجه والدته المبتسم عند رؤيتها له، لتخرج منه تنهيدة أخيرة قبل أن يلقي بنفسه داخل ترعة المنصورية ليلفظ أنفاسه الأخيرة غرقًا  تاركًا وراءه أسرته ومحبيه في حالة من الحزن، غير مصدقين فعلته.

تلقى اللواء مروان حبيب مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء محمد عبد الهادى مدير المباحث الجنائية، مفاده عثور أهالى منطقة سندوب على جثة في مياه ترعة المنصورة، وعلى الفور انتقل ضباط المباحث ورجال الإنقاذ النهري إلى محل البلاغ لانتشال الجثمان، وتبين أن الجثمان يعود لشاب يدعى “محمد.أ”، يرتدى كامل ملابسه ومقيد اليدين، وتبين أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بإسفكسيا الغرق.

وشهدت أسرة المتوفي، أنه أصيب بأزمة نفسية في أعقاب وفاة والدته بعدة أيام، وأنه كان مقررًا أن ينعقد حفل زفافه يوم 10 أكتوبر المقبل، إلا أنه اختفى قبل وفاته بيوم كامل، بعدما أرسل رساله لشقيقته رسالة عبر الهاتف: “متدوروش عليا ولو مت ادفنونى مع أمى وسيبوا الشبكه لخطيبتى”، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة وأمرت النيابة بنقل الجثمان إلى المشرحة، كما كلفت المباحث بتحرياتها حول الواقعة.