شروق رأفت:
العلاج بالفن طاقة نور جديدة لمرضى السرطان والأمراض العصبية
لا يغني عن الأدوية لكنه مكمل لها ويسرع بالشفاء
حقق نتائج مذهلةفي أمريكا منذ عام 1966.. والعالم يتجه إليه
الجامعات المصرية بدأت تدريس هذا العلاج في مناهجها
حوار: أروى عبد القادر
أكدت دراسة علمية في جامعة “يوتا” الأمريكية أن الرقص يساعد على زيادة مهارات اللعب الاجتماعي فى الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد ويعتبر باكورة جديدة للعلاج تحت مسمى العلاج بالفن
قام الباحثون بتجربة أنشطة العلاج بالرقص كطريقة جديدة وتفاعلية شملت أنشطة الرقص الإبداعى مثل وجود أطواق يلتفها الأطفال حول الوسط فى جميع أنحاء الغرفة وبحلول نهاية الدراسة أظهر الأطفال مكاسب فى مهارات اللعب الاجتماعي، فضلا عن تحسين اللعب مع الأشياء
وإذا كان هذا العلاج في الخارج يسمى العلاج بالرقص لكنه يطلق عليه في مصر العلاج بالفن والذي أثبت فعاليته في علاج الكثير من الإضطرابات مثل كرب ما بعد الصدمة والتوحد كما ذكرنا.
كما أن بعض الجامعات المصرية بدأت بتدريس هذا النمط من العلاج مثل كلية التربية الفنية بجامعة حلوان التي طرحت مؤخرًا دبلوم العلاج بالفن
مصطلح العلاج بالفن أصبح شائع في الفترات الأخيرة بالرغم من وجوده الذي يرجع إلى منتصف القرن الماضي إلا أن هذه الطريقة الغير تقليديه في العلاج جذبت الكثير من الأشخاص ويعتقد الباحثون أنها ستلقى رواج أكبر في المجتمع المصري مما هي عليه الأن .. ولكن ماهو العلاج بالفن وما هي الفنون المستخدمة فيه وهل يغني عن العلاج بالأدوية والجلسات النفسية التقليدية
أخصائية العلاج بالفن “شروق رأفت” كشفت في حوار التالي عن المزيد من التفاصيل عن هذا الأسلوب العلاجي المُستحدث مؤخرًا في مصر
ما هو العلاج بالفن؟
العلاج بالفن هو علاج يجمع بين العلاج النفسي وصناعة الفن ، مثل الرسم والنحت والفن بكل أنواعه، من أجل مساعدة الأشخاص على إدارة التعبير عن أنفسهم وإدارة المشاكل النفسية المختلفة، ليكن التواصل والتعبير عما بداخلنا ليس فقط بالطريقة اللفظيه التقليديه وإنما أيضًا بالفنون.
وما التطبيقات والفنون المستخدمة في العلاج بالفن؟
يمكن العلاج بالرسم والتلوين، التشكيل بالطين، الجورنال آرت، الكولاج،..إلخ، الأساليب الفنية المختلفة كثيرة جدًا.
وما ردك على من يدعون أن العلاج بالفن أكذوبة؟
مصطلح العلاج بالفن للوهلة الأولى يبدو أنه علم جديد يضاف إلى علم النفس، لكنه موجود منذ قديم الأزل فالإنسان القديم عرف الرسم على الجدران والكهوف فكان يعبر عن نفسه وحضارته بشكل إبداعي ، كما أنه تم إنشاء الجمعية البريطانية للمعالجين بالفن في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1969 بعدما رأوا أهمية الفن في تحسين الحالة الصحية والنفسية لمرضى السُل في الأربعينات.
هل العلاج بالفن يغني عن الأدوية أم مكمل لهما؟
العلاج بالفن يسرع من العملية العلاجية لكنه لا يغني عن وجود جلسات علاجية وأدوية ، لأن الاضطرابات النفسية المختلفة تؤثر على مواد معينة في المخ، ولابد أن يكون هناك متابعة مع طبيب نفسي للتشخيص والأدوية بدورها تساعد المريض لتجعله يستفيد من العلاج بالفن بعد ذلك، خلاصة القول أن المريض سوف يتحسن بالأدوية لكن بنسبة 50٪، دور العلاج بالفن يأتي هنا ليساعد المريض للشفاء بشكل أسرع وبنسبة أكبر.
وهل يعالج إضطرابات نفسيه معينه أم يشمل جميع الإضطرابات؟
العلاج بالفن يساعدنا على الشعور بالهدوء والتعبير عن أنفسنا وزيادة وعينا بأنفسنا و يجعلنا نكتشف إحساس جديد بالمتعة والإبداع كما أن الدراسات والأبحاث المختلفة تقول إنه “عندما ننخرط في صناعة الفن ، فإنه يساعد الجهاز العصبي على الاسترخاء وإن المستويات الكيميائية في الدماغ ستنخفض وتسبب الاسترخاء للعديد من الناس ، مما يساعد أيضًا على تهدئة الجهاز العصبي.”
وهل هذا النوع من العلاج مفيد في لمرضى السرطان؟
العلاج بالفن فعَّال جدًا لـ: مرضى السرطان والأفراد الذين يتعاملون مع الصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة كما أنه فعال أيضا لمن يعانون من اضطراب في الصحة العقلية أو تعاطي المخدرات، ونزلاء السجون، وغيرهم ممن يواجهون تحديات يومية
بشكل عام، يجد الذين عانوا من الصدمة العاطفية والعنف الجسدي والعنف المنزلي والقلق والاكتئاب وغيرها من التحديات النفسية أن العلاج بالفن يساعدهم على التأقلم.
وفي النهاية، أنا كمعالج بالفن ليس من إختصاصي جعل الفرد فنان أفضل ، بقدر اهتمامي بمساعدته على التعبير عن ذاته باستخدام التعبير الإبداعي أو الفن بأكثر من طريقة.
وكيف نتأكد من كفاءة المعالج؟
أهم شئ أن المُعالج بالفن يكون من دارسي الفنون ولديه بعض دبلومات العلاج بالفن المعتمدة ليس مجرد كورس بل دبلومة معتمدة
و يكون لديه تنوع في استخدام الأساليب العلاجية بالفن.
معالج بالفن لابد أن يكون مبدعًا ولديه شغف لمساعدة الآخرين، ويكون لديه قدرة الإستماع والتواصل بشكل جيد وصبور.