ماما دهب لم يعد إسما لسيدة مكافحة بل أصبح علما في منطقة وسط البلد ومقصدا للشباب والفتايات
ففي شارع قصر النيل بوسط البلد، تقف “منال غريب” المعروفة بـ “ماما دهب”، كما يطلق عليها رواد وسائل التواصل الاجتماعي وزوار مطعمها. بعربة طعام صغيرة ومحل متواضع الحجم، ورغم ضيق الحال إلا أنها قررت تحدي الصعاب والعزلة لتصبح شخصية معروفة في شوارع وسط البلد.
ساندوتشات ماما دهب تأديب وتهذيب وإصلاح
لم تقتصر شهرة “ماما دهب” على الأزقة الضيقة في وسط البلد، بل نجحت في وقت قصير في تكوين جمهور من الشباب والفتيات والتصدر في تريندات مواقع التواصل الاجتماعي بفضل مقاطع الفيديو التي تظهر فيها وهي تتفاعل بطريقة طريفة مع زبائنها.
وعادت “ماما دهب” لتصبح حديث الساعة على موقع “إكس” مؤخرًا، بفيديو آخر أظهرت فيه تفاعلها الفريد مع زبائنها، معتبرة الشباب والفتيات الذين يزورون مطعمها جزءًا من عائلتها، ومؤكدة: “هؤلاء أولادي حتى لو لم يقضوا وقتًا طويلًا عندي، يجب علي أن أهتم بهم”.
“منال غريب”، البالغة من العمر 46 عامًا، قالت في مقابلات صحفية سابقة إنها لم تنجب أطفالًا، ولذلك قررت تقديم الطعام المنزلي بأسعار ميسورة للشباب والفتيات، واختارت وسط البلد كموقع لمحلها لأنها تعتبره مكانًا مميزًا، خاصة لطلاب الجامعات.
مش عارف ماما دهب دي واخده علينا كمبيالات ولا ايه 😂 pic.twitter.com/dT060D2iKn
— R0ZA 𓋹 (@UrFavR_) June 13, 2021
“ماما دهب” هي واحدة من أشهر الطاهيات في وسط البلد، حيث تعمل في المنطقة منذ 15 عامًا، وتقدم مجموعة متنوعة من الأطعمة الشعبية مثل الكفتة والكبدة، وتتميز بتواصلها المميز مع الشباب سواء الفتيات أو الشبان، حيث أنها خريجة كلية الإعلام وتحرص دائمًا على تقديم النصائح لهم.
أصبحت “ماما دهب” محط اهتمام وجدل على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، بعد انتشار فيديو لها وهي تقدم نصائح لمجموعة من الفتيات في مقهى.
بعض الأشخاص اعتبروا أسلوب “ماما دهب” في الحديث مبالغًا فيه، بينما لم يروا في حديثها أي تجاوز، واعتبروا أنها كانت تقدم النصائح للفتيات بنية صافية ودون أي تعدي.
في مقابلة سابقة شرحت غريب قصة الفيديو الذي أثار جدلاً على مواقع التواصل، مؤكدة أنها تهتم بالفتيان والفتيات الذين يزورونها، وتعبر عن مسؤوليتها كأم لهم.
وأوضحت: “أنا أهتم بتقديم الطعام بأسعار معقولة تتناسب مع مصروفهم الشخصي، ولذا أخشى على الفتيات من أي تصرف يمكن أن يعرضهن للخطر، وما قلته في الفيديو يعكس هذه المشاعر التي أحملها تجاه الفتيات”.
وعبرت دهب غريب عن حزنها الشديد بعد انتشار مقطع الفيديو بشكل ساخر، ولكن في الوقت نفسه، تلقت الكثير من الاتصالات والرسائل من الشباب والشخصيات العامة، التي وجدت فيها دعمًا وتشجيعًا لمواصلة ما تقوم به وعدم الاهتمام بالآراء السلبية والانتقادات.
وكانت دهب غريب تعرف باسمها الحقيقي حتى وقت قريب، ولكن اشتهرت بلقب “ماما دهب” خلال فترة أزمة فيروس كورونا.
تقول: “بعد فترة الإغلاق، لم أعد أرى زبائني الدائمين الذين كنت معتادة على خدمتهم في ممرها المعروف حيث كانوا ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة، ومعظمهم كان في مراحل متقدمة من عمر الشباب ولكن في هذه الأيام، بدأت تظهر أجيال جديدة من الشباب الصغار نسبياً”.
وتضيف غريب أن بداية تواجد هؤلاء الشباب الصغار كانت بطلب أحد الشباب تصوير فيديو حول الطعام الذي تقدمه ونشره على تطبيق “تيك توك” ومنذ ذلك الحين، بدأ الشباب والفتيات من الأعمار الصغيرة في القدوم إليها بانتظام، مما جعلها تشعر بالمسؤولية تجاههم.
من هي ماما دهب ؟
في عام 2002، بدأت دهب غريب، حاصلة على بكالوريوس في تجارة خارجية، العمل إلى جانب والدتها في عربة المأكولات الصغيرة في ممر “أفتر إيت” بمنطقة وسط البلد، وأصبحت العربة مشهورة في تلك الحين باسم “مأكولات أم دهب”.
منذ ذلك الوقت، عرف مرتادو المنطقة دهب ومأكولاتها، وتميزوا بخفة ظلها وحضورها الاجتماعي، وبعد فترة، بدأت دهب بالعمل بمفردها.
الرئيس السيسي يكرم ماما دهب
في شهر أغسطس من عام 2019، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم غريب خلال المؤتمر الوطني السابع للشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة، كتعبير عن الامتنان لقصة كفاحها الطويلة.
وبعد هذا التكريم، بدأت دهب تلقي اهتمامًا من وسائل الإعلام المحلية، وبدأت أحلامها المؤجلة في التحقق.
كان حلمها الأول أن تصبح مقدمة برامج اجتماعية، وفي شهر رمضان الماضي، شاركت في تقديم فقرات برنامج “حياة كريمة” على قناة “دي إم سي”.
محاضرات ماما دهب pic.twitter.com/ia1l0t89hI
— 𝑇𝐴𝑅𝐸𝐾 (@Tarek3bdelslam) April 22, 2024