أثارت صورة محمد الدرة في حفل خطوبته بجوار والده مؤخرًا جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وعقب ظهور صورة محمد الدرة في حفل خطوبته علق بعض النشطاء المحسوبين على الاحتلال الإسرائيلي أن محمد الدرة، الذي قتلته قوات الاحتلال عام 2000، لم يمت بل لا يزال على قيد الحياة.
صورة محمد الدرة في حفل خطوبته بعد 24 عاما من استشهاده
ظهور محمد الدرة في صورة خلال حفل خطبته جنبًا إلى جنب مع والده أثار استفزازًا واستغرابًا واسعين.
وبسبب هذه الصورة، بادر العديد من نشطاء التواصل الاجتماعي للكشف عن الحقيقة وتبين أن محمد الدرة لا يزال على قيد الحياة، مما أثار تساؤلات حول سر بقائه على قيد الحياة بعد الحادثة الشهيرة التي أدت إلى مقتله على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
المشهد الشهير لمقتل الطفل محمد الدرة وهو بجوار والده جمال الدرة، الذي كان يردد “مات الولد”، كان له تأثير كبير على الرأي العام وأثار موجة من الغضب والاستنكار الشديد. ومع ذلك، فإن ظهور محمد الدرة في صورة حالية يثير تساؤلات جديدة حول ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم وما إذا كان هناك حقيقة مخفية وراء الأحداث.
بدأ الجدل الواسع حول صورة محمد الدرة ووالده عندما قام الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين بنشر صورة عبر منصة “أكس”، تظهر جمال الدرة، والد محمد الدرة، وهو يجلس بجوار نجله محمد الدرة خلال خطبته.
وقد أثار إيدي كوهين الشكوك في حادث استشهاد الطفل محمد الدرة عام 2000، حيث ادعى أن والد جمال الدرة قام بخداع الجميع. وأشار كوهين إلى أن الشعب الفلسطيني يتمتع بالذكاء والمكر، مشككًا في حقيقة الحادثة وتقديمها كتضحية.
وذكر كوهين ردًا على الصورة المثيرة للجدل التي نُشرت بواسطة حسابات إسرائيلية محسوبة، أن محمد الدرة لا يزال على قيد الحياة ويقول: “محمد الدرة يسلم عليكم ويقول تعيشو وتاكلون غيرها.. مازال حي وهذه الصورة أثناء خطبته بارتباطه مؤخرا”.
صورة محمد الدرة جنباً إلى جنب مع والده جمال الدرة خلال حفل خطبته أثارت جدلاً واسعاً بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأوا بالبحث عن حقيقة الصورة المتداولة ونفي مزاعم الحسابات المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي التي زعمت عدم استشهاد الطفل محمد الدرة.
تبين لعدد من النشطاء أن الصورة حقيقية، إلا أنها ليست للطفل الشهيد محمد الدرة، بل لابنه الثاني محمد الدرة، الذي وُلد بعد استشهاد شقيقه الأكبر محمد عام 2000. تم التقاط الصورة خلال عيد الأضحى في أغسطس 2019.
وفيما يتعلق بشكوك بعض الأشخاص حول استشهاد الطفل محمد الدرة، فقد أكد نشطاء آخرون على صحة الحادثة، وأشاروا إلى مقاطع فيديو توثق استشهاد الطفل بجوار والده على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. واستند النشطاء أيضاً إلى توثيق الصحفي الفرنسي شارل إندرلان، الذي وثق الحادثة، ونقل تفاصيلها بدقة.
بهذه الطريقة، تم تفنيد الشكوك المثارة بخصوص استشهاد الطفل محمد الدرة، وأكد النشطاء على صحة الحادثة وتوثيقها من مصادر موثوقة.
بعد تحليل عمر الطفل محمد الدرة الذي استشهد في عام 2000 وكان حينها عمره 12 عامًا، يصبح عمره الآن 36 عامًا. وبالتالي، فإن الشخص الذي ظهر في الصورة بجوار والده لا يمكن أن يكون هو الطفل محمد الدرة الشهيد، بل يبدو أنه شاب في سنوات العشرين من عمره.
هذا الاستنتاج يتضارب مع حقيقة استشهاد شخص يُدعى أحمد الدرة، شقيق محمد الدرة، الذي يُقال إنه استشهد في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في بداية العام الحالي، وكان من المفترض أن يبلغ عمره الآن 33 عامًا.
بالنظر إلى هذه الحقائق، يبدو أن هناك ارتباكًا حول هوية الشخص المتواجد في الصورة، وقد يكون هذا الاضطراب ناجمًا عن الأخبار المتضاربة والمعلومات غير الدقيقة التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.