طفلة المولتو .. بابتسامة لم تدم لثوانٍ، سرِق صاروخ غاشم لقمة وحياة الطفلة سوار، حاضنةً لقمتَها، قابضةً على مصروفها المغموس بالدماء، ذراعها مشدودة بضمادة، ووجهها مجزوعٌ. ا
جروح طفلة المولتو القديمة منتشرة في أماكن متفرقة على جسدها. بعينين كبرتا قبل بلوغها العامين، تراقب العالم المرير من حولها. الأشلاء مبعثرة والهواء يحمل رائحة الدماء، والجثث منتشرة على الأرض، فيما تتلقى العلاج بجوارها أطفال وكبار وسيدات.
فبعد قصف منزل طفلة المولتو بحي الزيتون، فرت الطفلة سوار رفقة الناجين من أسرتها، إلى مستشفى المعمداني الأهلي، كملاذٍ آمن تتلقى فيه العلاج، وتختبئ من رصاصات الاحتلال الغاشم.
تأملت أن تمرَّ كل الأحداث التي شاهدتها رفقة أسرتها من أذهانها، وأن تعود لها طفولتها، تسترد براءة اغتصبها الاحتلال الغاشم. لم تكن تعلم أن ثمة كارثة إنسانية جديدة في انتظارها، جردتها من كل تلك المشاعر، بعدما وجدت نفسها مجددًا تحت القصف داخل مستشفى تتلقى فيه العلاج، وسط المواطنين العُزل الذين لم يعد لديهم مكان آمن بغزة لتلقى وجه ربها قبل أن تكمل لقمتها .
وسط أكاذيب إسرائيل حول عدم استهدافهم الأطفال والعزل، ستبقى “سوار” بصورتها الأيقونية، التي هزت العالم وأبكت الملايين، شاهدة على مجازر الاحتلال وجرائمه البشعة .
فالصواريخ والقنابل تهتك الأجساد، دون تفريق بين مسلحين أو عزل، لا أحد ينجو من إرهابهم “نساء أطفال شيوخ”، الجميع محاصر والجميع في انتظار الشهادة، إلا أنهم متمسكون بأرضهم كما هي “سوار” متمسكة بمصروفها ولقمة العيش التي لم تكتمل.