مع التطور التكنولوجي وامتثال كثيرين للعادات وتقاليد التي صدرها لنا التدفق الثقافي الغربي إلا أن هناك عادات كثيرة في صعيد مصر أبت إلا أن تتلاشى ومنها الحنة في أمور الزواج.
محافظة قنا أو ما تعرف في بعض الأحيان بالصعيد الجواني، ظلت العادات والتقاليد القديمة سمة مميزة تعرف بها دون غيرها في الوجه القبلي.
“ليلة الحنة”.. ليلة بألف ليلة بطابعها الخاص، يبدأ التحضير لها منذ الصباح الباكر حتى دخول المساء، وتقوم النساء من أقارب العريس بتحضير الحنة بمعاونة الأصدقاء والأقارب، وفي هذه الليلة يكون العريس بطلها، حيث يتجمع الأصدقاء والأحباء بتلطيخ العريس بعد لبسه للجلباب الأبيض بالحناء من أول رأسه حتى قدميه.
بعد ذلك تتولى الرقصات لعبة العصا بين الكبار، ويمتد التلطيخ بالحنة ليطال كل الناس المتواجدة في هذه الليلة من معازيم وأصدقاء، وهذه الكواليس تتميز بها عدد من القرى ومنها قرية حجازة قبلى التابعة لمركز قوص.
وفي تلك الليلة يقوم الجيران والأصدقاء والأقارب قبل إنتهاء العرس بدفع نقطة “مال” لأم العريس كلا حسب مقدرته، لتقوم الأم بردها عند زفاف أحد الجيران.
هذه الكواليس تتميز بها أيضا قرى في محافظة سوهاج، منها قرية الخزندارية شرق التابعة لمركز طهطا، حيث يعد الأهل لليلة كبيرة يحييها فرقة المزمار البلدي، ويتم تحضير الحنة من الصباح الباكر، ووضع الشموع بها ثم يضعها الفتيات على رأسهن عند الرقص على نغمات المزمار البلدي.