في عام 1920 بدأت قصة ريا و سكينة بحي اللبان بالإسكندرية، حيث قامت ريا و سكينة بمساعدة زوجيهما و آخرين، باختطاف وقتل 17 إمرأة ودفنهن في منزلهما .
حضرت ريا وسكينة من صعيد مصر إلى الإسكندرية وعملتا فيها لثلاث سنوات، حيث تزوّجت ريا من شخص يُدعى حسب الله سعيد مرعي، بينما عملت شقيقتها سكينة في بيت دعارة حتى وقعت في حب أحدهم.
بدأ الأربعة بمساعدة إثنين آخرين يدعيان عرابي حسان وعبد الرازق يوسف باستدراج النساء من الأماكن التي تشهد إقبالاً كثيراً مثل سوق” زنقة الستات” الواقع بالقرب من ميدان المنشية، والذي يعدّ مسرحاً شهد عدداً من جرائم هذه العصابة.
كواليس غرفة الإعدام
«الأيام» تنشر تفاصيل غرفة الإعدام وأسرار تأخير إعدام سكينة وسبب تركها علي حبل المشنقة لمدة نصف ساعة بعد التنفيذ وماذا قال شركاؤهم في الجريمة قبل تنفيذ الحكم عليهم بعد ساعتين .
ففي صباح الأربعاء الموافق 21 ديسمبر 1921 بدأ أعضاء هيئة تنفيذ حكم الإعدام يتوافدون على سجن الحضرة، بمدينة الإسكندرية .
وكان تشكيل الهيئة استثنائيًا، فلم يقتصر على سلطات السجن المحلية، بل ضم محمد حداية باشا محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت، ومدير أمن الإسكندرية.
عقارب الساعة تشير للساعة السابعة والنصف صباحًا اصطفت هيئة التنفيذ أمام غرفة الإعدام، وجاء حراس السجن بـ ريا، وهى ترتدي ملابس الإعدام الحمراء وعلى رأسها طاقية بيضاء، تسير بأقدام ثابتة، استمعت بصمت إلى حكم الإعدام الذي تلاه عليها مأمور السجن، ثم أُدخلت إلى غرفة الإعدام وتم تنفيذ الحكم، استمر نبضها لمدة دقيقتين بعد الإعدام وظلت معلقة لمدة نصف ساعة .
سكينة.. نصف ساعة في حبل المشنقة
مرت 40 دقيقة على إعدام ريا، و كان حراس السجن يقومون باقتياد سكينة إلى غرفة تنفيذ الإعدام، تصوب نظراتها القوية تجاه الحاضرين، وتتمتم عبارات غير واضحه ولكن عبارات كانت بعد قرار الحكم، وكأنها تعلق علي الحكم، ودخلت غرفة الإعدام واستمر نبضها 4 دقائق وظلت معلقة لمدة نصف ساعة .
وفي حوالي الساعة التاسعة، جاءوا بـ حسب الله سعيد، بمجرد سماع الخبر بدأ يعلق على الحكم بعبارات و ألفاظ بذيئة، ولم تمر سوي دقائق وكان هو الأخر داخل غرفة الإعدام وظل معلقاً لمدة نصف ساعة .
وفى يوم الخميس 22 ديسمبر 1921، نفذ حكم الإعدام على باقي أعضاء تنفيذ عصابة ريا و سكينة، وكان أول الذين أعدموا في ذلك اليوم هو عبد الرازق يوسف، الذي قاوم الحراس أثناء اقتيادهم له إلى ساحة التنفيذ ثم إلى غرفة الإعدام، مما اضطرهم إلى سحبه بالقوة على الأرض، ثم تكبيل يديه بالحديد خلف ظهره، وظل أثناء النطق بالحكم يتأوه ويصرخ مدعيا أنه بريء .
وفي الساعة الثامنة صباحًا، جاء الحراس بالمتهم بـ محمد عبد العال فكان متقبل الحكم وحالته طبيعية للغاية .
وفي الساعة التاسعة جاءوا بالأخير، عرابي حسان، الذي ظل يصرخ هو الآخر ويقول بأنه مظلوم وتم تنفيذ الحكم فيه .