أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الاشتباكات الإيرانية الإسرائيلية، ألحقت ضررًا كبيرًا بالقضية الفلسطينية، ونجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تجميل صورته، أمام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي.
وأوضح “جبر”، أن “نتنياهو كان يصنف كمجرم حرب، والأن ظهر كحمل وديع يدافع عن بلده، خاصة وأن الصواريخ لم تطلق من إيران فقط، وإنما من لبنان والعراق، وهو ما جعل الأمر أن إسرائيل تدافع عن نفسها.
وأضاف “جبر” خلال لقائه مع الإعلامي جابر القرموطي، في برنامج “مانشيت”، عبر قناة “CBC“، أن الدعاية الصهيونية ضخمت الموضوع وصورت إسرائيل بالحمل الوديع، فتراجعت القضية الفلسطينية عن صدارة المشهد، واتجهت كل الأنظار، إلى المسيرات والصواريخ الإيرانية.
وأكد “جبر”، أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، غير مؤثرة أو حاسمة، ولا يوجد بها منتصر أو مهزوم، ولكن إسرائيل تخطط لعلمية داخل غزة، لاستعادة الأسرى والقضاء على حماس، بقتل قيادتها أو طردهم، بعد رفض فكرة تواجدهم داخل قطاع غزة.
العراق كانت تنتج 35 مليار دولار عام 1979 ولم تفكر في ضرب إسرائيل
وأشار “جبر”، إلى امتلاك دول كثيرة القوى العسكرية في المنطقة، مثل العراق وإيران، في بداية الصرع العربي الإسرائيلي، ورغم ذلك لم يتم إطلاق قنبلة أو صاروخ علة إسرائيل، وكان انتاج العراق من البترول عام 1979 حوالي 35 مليار دولار، وتم تكوين جيش عراقي قوي.
وتابع “جبر”، أن الهدف من تكوين الجيش وقتها، من أجل الحروب مع إيران، والنتيجة قتل نصف مليون عراقي، بعد 8 سنوات من الحرب، وتم القضاء على جيش العراق، ثم توجه بعد 10 سنوات ليغزو الكويت، بدلًا من إسرائيل.
وأضاف أن الرئيس العراقي الراحل، أجرى عدد من التجارب الصاروخية، وأكد أنه يمتلك صواريخ يمكن أن تتجه إلى قلب تل أبيب، وكذلك إيران فعلت نفس الأمر، وفي النهاية لم يطلق أي صاروخ على إسرائيل.
وأشار إلى أنه لا يمكن إطلاق لقب حرب على ما يحدث بين إسرائيل وإيران، فهي استعراض للقوات والعضلات فقط، بلا منتصر أو مهزوم، لأن الأمر يتم التنسيق، فإسرائيل تبلغ الولايات المتحدة الأمريكية قبل الهجوم وإيران كذلك، فالحرب تكون مفاجأة.
وأضاف رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن المستقبل سيكون في منتهى الخطورة إذا اشتعلت حرب المواقع النووية، موضحًا أن إيران لن تلجأ إلى توسيع الحرب. إلا إذا تم ضرب إحدى المنشآت النووية.
وأضاف أن أمريكا تتخذ موقف “ألا موقف”، والعالم لن يستطيع تحمل أي حرب جديدة، لأن الحرب الروسية الأوكرانية هددت الأمن الغذائي العالمي فلو حدثت حرب جديدة تكون على الدنيا السلامة.
وأكد “جبر”، أن نتنياهو يجر المنطقة بأكملها لحالة حرب، معقبًا: “الحرب التي تقودها إسرائيل تجعلها نقف أمام سؤال مهم: “هل موارد إسرائيل المحدودة تسمح لها بهذه الحرب؟ هنا علينا أن نقول من الممول ومن أين الحماية؟”.
تكلفة فاتورة صد الصواريخ والمسيرات 250 مليون دولار
وأوضح “جبر”، أن عملية صد الصواريخ والمسيرات، تكلفت حوالي مليار و250 مليون دولار، متسائلًا عمن يدفع تكاليف الحرب، التي تقودها إسرائيل في المنطقة منذ أكتوبر الماضي، قائلًا أخشى أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإثارة القلاقل في المنطقة.
وذلك لتصعيد المخاطر كنوع من الحماية لدول الخليج، لتحصل على الأموال التي تمكنها من تمويل فاتورة الحرب على غزة وأوكرانيا.
وأشار “جبر”، إلى تراجع القضية الفلسطينية، بسبب الأحداث، وقرار الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، لمنع فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بذلك بسبب حماس، وطلبها من الرئيس الفلسطيني، طرد أعضاء حماس من الحكومة.
وحول تقدير الموقف المصري للأمور، أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، أن تقدير الموقف اعتمد على عدة أشياء وهي إنشاء لجنة عليا لمتابعة الموقف ورفع تقارير للرئيس حول مستجدات الأوضاع، وأعلنت مصر من البداية أن وقف الحرب يبدأ بوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف كرم جبر، أن ما يحدث في السودان يمزق قلوبنا جميعًا، فالشعب السوداني يتعرض لأكبر مجاعة في التاريخ، رغم كون السودان سلة الغذاء في العالم، فهي تمتلك ملايين الأفدنة، الصالحة للزراعة ورؤوس الماشية والدواجن.
مصر الدولة الوحيدة القادرة على الوساطة بين الأطراف السودانية
وأشار إلى أن مصر، هي الدولة الوحيدة التي تستطيع، الوساطة بين الأطراف السودانية، لأن الأمن المصري يبدأ من السودان، مضيفًا أن هناك الكثير من الدول، التي تدخلت في الأمر، ليس بحثًا عن حل للصراع، وإنما من باب الوجاهة السياسية.
وحول وجود لاجئين في مصر، أكد “جبر” أن مصر، لم تفعل مثل الدول الأوروبية، من معسكرات لهم ووضعهم تحت حراسة، وإنما يعيشون داخل مثل من أبناء الوطن، يحصلون على ما يحصل عليه أبناء الوطن، من تعليم وصحة وغيرة.
وتسائل: “ألا يستحق الأمر نظرة من المجتمع الدولي وأن يضع يده في يد مصر لمشاركتها في الأمر وخصوصًا وأن هناك بعض الدول التي حصلت على مئات المليارات مقابل استقبال اللاجئين”.
وانتقل الكاتب الصحفي كرم جبر، إلى أزمة ارتفاع الأسعار، مؤكدا أنه يجب مصارحة المواطن حول الأسعار، وأن نزولها سيأخذ بعض الوقت، حتى يشعر المواطن به، مضيفًا أن الحكومة مشكورة، قامت بمحاربة الغلاء، بالإفراج عن بضائع وسلع بقيمة 8 مليار دولار.