«إلغاء القايمة».. هذا ما ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، حيث أثار موضوع إلغاء قائمة المنقولات الزوجية، جدلا واسعا بين مستخدمي السوشيال ميديا في مصر، بعدما كتب شخص يدعى إسلام عبد المقصود، عبر حسابه على «فيسبوك»: «ألف مبروك يا رجالة القايمة سقطت في مصر»، من دون أن يحدد مصدرا للمعلومة، ومن دون أن يعرض أي قرار رسمي لأي جهة في مصر بشأن «إلغاء القايمة».
وتباينت الآراء وردود الفعل تجاه مسألة «إلغاء القايمة»، إذ وقف البعض داعما للفكرة، بينما قوبلت بالرفض من آخرين، وبين هؤلاء وهؤلاء تعامل آخرون مع هذا الأمر بشيء من السخرية، لكن الجميع اتفق في تدوين منشورات عدة تفاعلا مع هذا «الترند»، وإبداءً للرأي فيما يتعلق بـ«إلغاء القايمة».
فيما يلي، يستعرض «الأيام» بعض آراء مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بشأن موضوع «إلغاء القايمة».
خطوة لتيسير الزواج
تقول حنان عبد الله: «بغض النظر عن إني ضحكت.. بس أتمنى إن حركة إلغاء القايمة دي تنجح والناس ترجع للشرع تاني، في إن العريس يجهز بيته بالمعقول، ويقدم للعروسة مهر بالمتعارف عليه، ودي هتكون خطوة كويسة في إلغاء العادات المتعلقة بالجهاز والمغالاة فيه، اكيد هيعتمد على الأساسيات بما أنه هو المسئول عن تجهيز كل حاجة، وده بخلاف ما إذا كانت العروسة هي اللي هتجهز، فالناس بتدخل في الموضوع على أنه سباق ومدعاة للفخر، فبنشوف مين هيجيب حاجات أكتر من التاني برضو بغض النظر عن ليها فائدة أو لأ أو هنستخدمها ولا لا، والله فيه حاجات الناس بتشتريها أعتقد إنهم مش هيستخدموها لعند لما يشوفو أحفادهم.. وبإذن الله تكون دي خطوة لتيسيير الزواج».
راحة للعروس
وتضيف ريم طارق، فيما كتبته عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «صاحية من النوم لاقية الولاد بتبارك لبعض إنهم سقطوا القايمة في مصر ومش عايزين يكتبوا قايمة.. المضحك في الموضوع ده إنهم كده مش عارفين إن ده راحه لينا إحنا ولأهالينا أقسم بالله.. أنتي متخيلة إنك هتستني فرحك وأنتي قاعدة حاطة رجل على رجل وهما اللي هيفرشوا الشقة كلها؟ يا حلاوة يا ولاد، وفروا علينا الـ40 فوطة والـ150 ملاية».
موقف معارض
وكتبت رنا أحمد شوقي تقول: «معلش بس هما كلمتين مضايقني وهمشي على طول.. استنادا لموضوع إسقاط قائمة المنقولات في مصر أو (قايمة العروسة)، فيه ناس كدة أبويا الله يرحمه كان لما يشوف شبههم يقول عليهم أشباه رجال، صاحيين مبسوطين إنه تم إلغاء القايمة دي، ومن مبرراتهم الدين، العرف، الأصول، العلم.. إلخ».
وأضافت: «مضطرين نعلمك الدين، بص كدة قال إيه (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها)، (إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، (لا تخرجوهن من بيوتهن)، ناهيك طبعا عن وصية الرسول عليه الصلاة و السلام بالنساء قبل وفاته، واللى أغلب ذكور المسلمين ناسينها أو بمعني أدق متجاهلينها.. ده الدين اللي أنت متعرفهوش، ده الدين اللي كرم الأنثى وحفظ حقها زي ما كرمك وحفظ حقك».
وتابعت: «أما العلم فشوف معايا كده، أسمى صفات المروءة ألا تحوج زوجتك إلا إليك، طبعا دي صفات شاحة اليومين دول، تيجي نشوف الأصول؟ العرف والأصول قالوا إن علمت حق المرأة زوجناك، فقال: حقها ألا يهتك سترها، ولا أحوجها إلى أهلها».
واختتمت: «من الآخر، لو أنت متربي على الكلام ده، هتعرف تختار واحدة متربية بنفس المنطق ده، ولا هيفرق معاك قايمة تتمضي ولا تترمي، ولا هيفرق معاها دفعت فيها كام، دول الدين والأصول والعلم اللي أنتوا مفتقدينه».
«إلغاء القايمة» بين العرف والشرع
أما وجدان محمد فكتب يقول: «القايمة وإن أهل العروسة يجهزوا معاك ده عرف مجتمعي، مهر للعروسة وتجهز حاجتك أنت كاملة وتتجوز واحدة توافق بمقدرتك على الإنفاق ده شرع، إن أهل العروسة يجهزوا معاك ومتمضيش القايمة، ده لا طال شرع ولا طال عرف».
منظور آخر
أما ميرا سمير فتناولت موضوع إلغاء قائمة المنقولات الزوجية من منظور آخر، فكتبت تقول: «محتاجين نقف مع نفسنا شوية ونفكر في إلغاء القايمة ده من منظور تاني خالص، ألا وهو (إلغاء المنظرة الكدابة)، بدل ما نشوف الجهاز الأوفر ده على العريس أو على العروسة إحنا نلغي العرف العقيم ده خالص، ويكون الجواز على حسب مقدرة الشخصين بالاتفاق ما بينهم».
وأضافت: «مش لازم 20 طقم سرير، مش لازم 200 فوطة، مش لازم 1000 معلقة وشوكة، مش لازم نيش وصيني، مش لازم 7 أطقم حلل بأنواعها»، موضحة: «إحنا بنفتح بيت مش معرض رنين».
وتابعت: «مش لازم ميكب وفستان يعدوا 20 ألف، وقاعة بالشيء الفلاني عشان الناس تتفرج على الميكب والفستان اللي بـ20 ألف، كل واحد فينا يقدر يعمل كده لو بدأ بنفسه، متخافوش من تقاليد المجتمع العقيمة يا جماعة، سهلوا الحلال وكفاية المشي ورا القطيع بقا».
واختتمت منشورها بهاشتاج «بلاها قايمة وبلاها منظرة».
أصل القايمة يهودي
وكتب حساب زيزو بوند على «فيسبوك»: «أصل القايمة.. الحقيقة إن قايمة الجواز دي أصلها اليهود»،
وأضاف: «من 850 سنة، ظهرت فكرة القايمة لما كانت اليهوديات بتتجوز من المسلمين، وحسب الشريعة اليهودية لا يجوز للمرأة اليهودية أن ترث من زوجها حال وفاته، وكمان بقا لو الراجل فكر يتجوز تاني فكده هتطلع من المولد بلا حمص، عشان كده اخترعوا موضوع القايمة ده عشان يضمن حقوقهم».
وتابع: «المجتمع المصري توارث العادة دي، وكانت أم العروسة المصرية بتقول “بنت شمعون مش أحسن من بنتي”، فاتنقل العرف ده من عائلات اليهود في مصر إلى عائلات البنات المسلمات، من منطق التفاخر الطبقي والغيرة في تقدير الرجال لبنات اليهود والاستهانة بهن.. اشمعني راشيل وماريكا يعني».
وأرفق زيزو صورة، علق عليها قائلا: «الصورة دي عبارة عن أقدم قايمة منقولات، وموجودة في المعبد اليهودي، وكان مكتوب فيها: (زوج ملاعق، معرقة، بردة، رداء قلموني، جوكانية مشهر وردة، نصف رداء مشفّع، جوكانية بياض، منديل، مرتبة طبري 4 قطع، زوج مخدات شمعي، زوج مخدات رُماني، سطل، وطاسة، وكوز زيت بغطاه)».
كيف سخر المصريون من «إلغاء القايمة»؟
فيما تعامل البعض مع الموضوع برمته بشيء من السخرية، فكتبت ناهد عوني: «وأنا رايحه آخد العريس من عند الحلاق يوم الفرح بعد قرار إسقاط القايمة».
وكتب حساب على «فيسبوك» باسم حبيبة: «يعني أنا أهلى بدل ما يجهزوني هيجهزوا أخويا؟».
ونشر أحمد السيد مقطع من فيلم «عريس من جهة أمنية» حينما قام الفنان عادل إمام بالمغالاة في طلباته عندما تقدم شريف منير لخطبة ابنته التي كانت تجسد دورها حلا شيحة، وعلق يقول: «طلبات أهل العروسة بعد إلغاء القايمة».
كما كتبت صفحة تحمل اسم «Liverpool Army» أو «جيش ليفربول»: «موضوع القايمة والجواز دا فكرني بموقف، لما عريس صاحبي من فترة قريبة قرر يجهز الشقة كلها لوحده، وفوق دا كتب على نفسه ورقة وإداها بإيده لأبو العروسة وقاله لو كشرت في وش بنتك اعمل اللى أنت عايزه بيها، وفي يوم حصلت مشكلة بسيطة وهي راحت لأبوها بتعيط، فأبوها اتعصب وقالها أنا هوريه، طلع الورقة وكانت المفاجأة وهو بيفتحها لأول مرة لقى مكتوب فيها (صلاح والثلاثية التاريخية، صلاح بوبوبوبوبو جووول، هاتريك تاريخي لصلاح، أنت تسجل التاريخ بأحرف من دهب يا صلاح الخامس لليفر على اليونايتد».
وعلى الرغم من أن موضوع «إلغاء القايمة» رائج على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك بعض الأشخاص لم يكونوا على دراية به، إذ كتب أحمد فتحي يتساءل: «إيه حوار إلغاء القايمة ده يا جماعة؟»، ليرد عبد الله مختار: «حد يفهمنا».
بينما أكد سامح أبو حسن أنه في بادئ الأمر لم يكن يعرف المقصود بـ«إلغاء القايمة»، فكتب يقول: «أول ما قريت بوستات بتتكلم عن إلغاء القايمة والله افتكرتها قايمة التلاتين لاعب بتاعت الفرق».