العقاب يختلف في كل مرحلة عمرية، من الطبيعي أن لا تعاقب الطفل دون الـ3 سنوات مثل الطفل البالغ 12 عام مثل المراهق، ولكن ما يحدث في الواقع أن أغلب الأمهات يعتمدن طريقة واحد للعقاب والتربية في جميع المراحل العمرية ألا وهي “الصراخ- العقاب المتمثل في الضرب والحرمان”
لذا نسلط الضوء على أنواع العقاب الفعالة بمختلف المراحل العمرية كما قدمتها الدكتورة رناهاني ياسين، أخصائية علم النفس والتربية الإيجابية.
أنواع العقاب لكل مرحلة عمرية
قالت الدكتورة رنا هاني ياسين، أخصائية علم النفس والتربية الإيجابية، يمكن تقسيم أنواع العقاب حسب المرحلة العملية للابن بداية من مرحلة الطفولة حتى المراهقة، وقسمتها إلى:
-أولا بداية الطفولة أول 3 سنوات
تعتبر تلك المرحلة من عمر الطفل هي مرحلة استكشاف ومحاولة منه لفهم ما يدور من حوله والبيئة المحيطة به، وأغلب الأمهات يعتقدن أن الطفل في هذا العمر يمكنه فهمهن وتنفيذ الأوامر التي يأمرونه بها؛ ولكن الحقيقة أن تكوين عقل الطفل في تلك المرحلة غير مكتمل بالفعل وغير قادر على استيعاب الأوامر أو تذكرها لينفذها.
1-التشتيت عن الغلط أو الشيء الذي يرغب في استكشافه بتقديم شيء أخر أمامه يلفت انتباه أكثر
2-إعادة توجيه للتصرف الغلط ومنحه بدائل عنه بتصرفات صحيحة
3- توفير بيئة أمان للطفل يستطيع التعامل فيها واستكشافها دون ترديد الأم لقول “لا- غلط” أكثر من مرة للطفل.
4-بداية المرحلة تختلف عن نهايتها؛ مثلا الطفل البالغ من العمر عام أو عامين تقتصر أنواع العقاب على ما سبق ولكن مع الطفل البالغ من العمر عامان ونصف حتى 3 سنوات يمكن أن نعلمه “عواقب الخطأ” وهي أنه يقوم بإصلاح ما أفسده مثل” إذا ألقى بأي شيء على الأرض نجعله هو من يحملها مرة أخرى، إذا كسر شيء يساعد الأهل في إصلاحها، إذا ضرب أحدهم نجعله يعتذر ويطبطب على الأخر”
ثانيا من 3 لـ 6 سنوات”
تنقسم العواقب إلى نوعين ” طبيعي – منطقي”
العواقب المنطقية: هي أقرب صورة للعقاب التقليدي ولكن يلزمه شروط معينة مثلا أن يكون بالاتفاق مع الطفل- أن يكون منطقي ويحافظ على احترامه أمام نفسه والأخرين- له علاقة بالخطأ المرتكب أي “إذا ضرب أحد أخوته لا يناسب أن يعاقب بالحرمان من المصروف”
العواقب الطبيعي: هي ردود الفعل الطبيعية الناتجة عن تصرفاته الخاطئة بمعني إذا لم يذاكر الطفل أو يقوم بأداء واجباته المدرسية أن تتركه الأم يذهب المدرسة دون أن توبخه أو تصرخ عليه وبالتالي سوف يواجه عواقب تصرفه من قبل المدرسة
يحتاج الطفل أن يشعر بنتيجة قرارته دون تدخل من الأهل سواء بزيادة العقاب أو بتهميشه.
ملحوظة هامة: يجب أن نطلب من الطفل أن يصلح ما أفسده بمعنى أنه إذا أخطأ اتجاه أحد أخوته وتعدى عليه بالضرب يجب عدم الاكتفاء بقول” أسف” نهائيا ولكن يجب أن يقوم بفعل شيء يسعد أخاه.. وهذا ينتج عنه أن يتعلم الطفل أن الأخطاء يمكن إصلاحها ليس فقد بقول أسف بل التصرفات أيضا يمكنها أن تساعد.
ثالثا من 6ـ-12 سنة
مع ممارسة كل ما سبق يمكن إضافة مهارة جديدة وهي “البحث عن حلول” تعتمد تلك المهارة خاصة مع الأطفال المكررين لنفس الخطأ كثيرا على تمرين الطفل لإيجاد حلول بنفسه ليتحكم في الخطأ الذي وقع فيه قبل ذلك أكثر من مرة حتى يتمكن من عدم فعل الخطأ مرة أخرى
هذا التدريب يعزز لدى الطفل مهارة حل المشكلات والتفكير العقلاني حتى وإن كان على شخصه.
رابعا المراهقة
-التعامل مع المراهقين يجب أن يكون بمنتهى الحذر؛ بمعنى لا يناسب مع المراهق كلمة عقاب لأنها من أكثر المصطلحات التي لا يحبها المراهق وتستفزه ليس فقط ولكن أيضا تدفعه إلى لدخول في صراع قوة بينه وبين أبويه ليثبت لهم أنه على كبير وليس طفل وعلى حق.
– إذا صدر من المراهق تصرفات خاطئة التعامل معه حينها يعتمد على الطرق السابقة جميعا مع إتاحة الفرصة له ليكون “سيد قراره” حتى وإن كانت قرارته خاطئة يجب السماح له نسبيا ليشعر فقط بسلطته على نفسه حتى نقلل عنده الرغبة الشديدة في إثبات النفس بطرق خاطئة.
-من الضروري أيضا أثناء التعامل مع المراهق عدم التعليق السلبي على جميع تصرفاته الخاطئة، بمعنى أنه إذا رأي الأبوين أي تصرف خاطئ بسيط لا ينتج عنه تداعيات كثيرة أو خطيرة من الممكن أن يغفلوا عنه حتى لا نجعله دائما يشعر أنه في مرمى الأهل والتعليقات السلبية.