ماحكم تهنئة الأقباط في احتفالات رأس السنة الميلادية “الكريسماس” سؤال تردد كثيرا خلال الساعات الماضية .
وتلقت دار الإفتاء المصرية سؤالاً من أحد المواطنين كان مضمونه ماحكم تهنئة الأقباط في احتفالات رأس السنة الميلادية “الكريسماس” ؟وذلك بخصوص تهنئة الأقباط وغير المسلمين ببداية العام الميلادي.
وقالت الدار على موقعها الرسمي ردا على السؤال إن تهنئة المواطنين غير المسلمين الذين يعيش معهم المسلم بما يحتفلون به – سواء في هذه المناسبة أو غيرها – لا مانع منه شرعاً، لا سيما إذا تبادلوا التهنئة مع أهلها المسلمين في أعيادهم الإسلامية. يقول الله تعالى: «وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها» [النساء: 86]، وهذا من البر والإنصاف الذي يحبه الله؛ قال الله تعالى: “”لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم”” إن الله يحب المقسطين». [الممتحنة: 8].
وقالت الافتاء أن الآية ترسي مبدأ التعايش، وتوضح أن العلاقة مع غير المسلمين، وصلاحهم، واتصالهم، وإرشادهم، وقبول الهدية منهم، من الأمور المستحبة شرعًا.
وتابعت: وهذا ليس تأييدا لعقائد تتناقض مع الإسلام، بل هو نتيجة لرفق الأخلاق وحسن المعاملة التي يشعر بها المسلم من حوله بالسلام والأمان. وقد أمره الإسلام أن يعامل جيرانه وأصدقائه ومواطنيه وجميع الناس بالأخلاق الحميدة، فيشاركهم أفراحهم ويهنئهم في أعيادهم، ما لم يلزمه ذلك بإقامة شعائر دينية أو عبادات يتناقض مع تعاليم الإسلام .
وتابعت: النبي صلى الله عليه وآله وسلم شارك مع اليهود في احتفالهم بيوم نصر سيدنا موسى عليه السلام. وفي “الصحيحين” عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فوجد اليهود تصوم يومهم. يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك؟ قالوا: هذا اليوم الذي غلب فيه الله موسى وبني إسرائيل على فرعون، فنصومه تعظيما له. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «نحن أحق بموسى منكم»، فأمر بصيامه. ولم يرى أن مشاركتهم في الصوم موافقة لمعتقداتهم.
وأضافت: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لا يؤمر به بشيء. كما في الحديث المتفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما.