ما حكم من فاتته صلاة الجمعة، وما حكم تركها 3 مرات متتالية؟ سؤال يشغل أذهان الكثيرين تزامنا مع صلاة الجمعة الأولى من شهر جمادى الأولى من عام 1445هـ، خاصة أن صلاة الجمعة من الفرائض التي نص عليها القرآن الكريم وإحدى السور العظيمة القرآن سمي بهذا الاسم . ما هي كفارة من فاتته صلاة الجمعة؟
كفارة من فاتته صلاة الجمعة
وصلاة الجمعة واجبة على كل حر، بالغ، عاقل، مقيم، مسلم صحيح، لا يوجد به مرض. ولا يجب على طفل ولا امرأة ولا مريض ولا مسافر.
ولا يجوز تركه أو إهماله إلا لعذر شرعي، ومن أهمله بلا عذر فهو آثم. يقول الله تعالى: “﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. (الجمعة: 9-10).
وقد اقتضت الشريعة السعي إليها، والاجتماع فيها، والاجتماع عليها. ومن أجل تحقيق معنى التكافل والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في “فتاواه” (1/ 174 ط دار المعارف): [المراد بالجمعة: اجتماع جميع المؤمنين، ووعظهم، وأكمل وجه. ومن ذلك: أن يكون في مكان واحد؛ ليجتمع كلامهم، ويحدث بينهم الألفة] اهـ.
كما دلت عليه السنة النبوية الشريفة؛ وعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صلاة الجمعة واجبة على كل بالغ عاقل ». رواه النسائي في «سننه».
وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صلاة الجمعة واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربع: عبداً مملوكاً، أو امرأة، أو صبياً، أو مريضاً». رواه أبو داود في سننه، والحاكم في “المستدرك”، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات عمدًا، وبغير عذر، يطبع الله على قلبه، مستدلًا بما جاء في سُنن الترمذي، بأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-قال: « مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».، كما أن الإمام مالك قال من ترك صلاة الجمعة 3 مرات بدون عذر ترد شهادته أي لا تقبل ، وهذا دليل على ان هذا الشخص بدأ يرتكب معاصي وسيئات عظيمة، وترك الجمعة ليس سببًا لخروج الإنسان من الملة، فالعبد لا يخرج من الملة بهذه السهولة.
ولكن يجب أن يراجع نفسه ويستغفر الله ويقلع عن المعاصي والذنوب التي جعلته يفعل ذلك، أما إذا غلبه النوم وفاتته صلاة الجمعة فلا إثم عليه لأن القلم رفع عن ثلاث بينهم النائم حتى يفيق، ولكن إذا كان هذا نظام حياة أن ينام مع آذان الفجر ويستيقظ بعد الظهر يوميا فهنا لا يرفع عنه القلم لأنه لن يصلى الجمعة نهائيًا بحجة أنه نائم فهذا خطأ ولا يجوز شرعًا.