أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي إحياء الذكرى الثالثة لوفاة محمود البنا، بوصفه «شهيد الشهامة»، بعدما فارق الحياة بسبب دفاعه عن فتاة.
نشر عدد من أصدقاء الشاب وجيرانه تدوينات عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي داعين له بالرحمة والمغفرة في مثواه الأخير.
وعبر أحد أصدقاء الشاب عن حزنه الشديد لفراق رفيقه قائلًا: «رحمَ الله قلبًا يفيض نقاءً وصدقًا وطهارة.. رحمَ الله رجلًا لن يتكرر».
بينما قال «وسام»، نجل عمة الشاب: «ما خلقنا لنيأس.. ولكن خلقنا لنقف على شرفة الحياة لنخوضها واثقين في الله، وإن طال وقوفنا فالأمل أطول، محمود جمعنا على حبه ولآخر نفس فينا مش هنسيب حقه.. كلنا شهيد الشهامة والأخلاق الحسنة».
بداية واقعة شهيد الشهامة
كان الشاب صاحب الـ 17 ربيعًا برفقة أصدقائه يلتقطون الصور ويمزحون في الشارع ليتناهى إلى مسامعه صوت فتاة تستغيث: «ابعد عني يا راجح».
هرول الفتى مسرعًا نحو الشابة التي كانت تتعرض للضرب من قبل مراهق، فنشبت بينهما مشادة كلامية انتهت بجملة «اعتبرها أختك».
ظل محمود البنا يفكر في الفتاة التي تعرضت للضرب والدماء تغلي في عروقه ويتذكر جملة والده «عمر الراجل ما يضرب واحدة»، ليمسك الفتى هاتفه ويكتب عبر حسابه الشخصي جملة والده ويشعر بارتياح مؤقت ولكنه لم يعلم أنه يكتب شهادة وفاته على يد «راجح».
دقائق مضت بعد نشر الشاب جملة والده ليشاهدها «راجح»، الذي اشتغل غضبه بعدما تم وصفه بـ «عديم الرجولة»، ليرسل عدة رسائل تتضمن تهديدًا ووعيدًا للبنا الذي شاهد الرسائل ولم يبدي اهتمامًا؛ ليُستفز «راجح» وتختمر في ذهنه خطة شيطانية استعان فيها بعدد من أصدقاء السوء وقرروا إنهاء حياة «البنا».
فتح «البنا» عيناه في اليوم التالي للمشاجرة وقَبَّل يد والدته التي أمطرته بدعواتها قائلة: «ربنا ينولك اللي في بالك وتدخل طب وتعالج الغلابة»، ولكنها لم تدري أنه الوداع الأخير بينها وبين فلذة كبدها.
راجح ينهي حياة البنا
كان الأربعة أصدقاء يقبعون على بعد أمتار من منزل محمود البنا حاملين أسلحة بيضاء ومادة حارقة لإلهاء الشاب، ولم تمضي سوى ثوانٍ حتى فوجئ «البنا» بمادة حارقة تلقى عليه و«راجح» يمسك بسكين يلوح بها حتى وجدت طريقها لقلبه.
سقط الفتى على الأسفلت وسط بركة دماء لتتحول ملابسه إلى لون الدم القاتم وتتعالى صرخات السيدات اللاتي شاهدن الشاب يلفظ أنفاسه الأخيرة أمامهن، ويمر أمام عيناه مشهد والدته وهي تدعو له أن يصبح «طبيب الغلابة» قبل أن يغلقها للأبد.
فر «راجح» وأصدقاءه هاربين من مسرح الجريمة، وهرولت أم «البنا» التي شاهدت جثة ابنها الباردة ممدة أمامها على الأرض، وتتعالى صرخاتها: «ملحقتش أفرح بيك يابني».
الحكم على قتلة شهيد الشهامة
وبتاريخ 21 ديسمبر عام 2019، قضت محكمة جنايات الطفل بشبين الكوم، برئاسة المستشار باهى حسن، بمعاقبة محمد راجح و2 آخرين بالسجن 15 عامًا، كما عاقبت آخر بالسجن 5 سنوات، على خلفية اتهامهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ «شهيد الشهامة».
وبتاريخ 27 سبتمبر 2021، أيدت محكمة النقض الحكم الصادر على 3 متهمين في القضية بالسجن 15 عامًا، وآخر بالسجن 5 سنوات بعد تقدمهم بطعون على الحكم الصادر من محكمة أول درجة ليُسدل الستار على قضية «شهيد الشهامة بالمنوفية».
إقرأ أيضاً:
ضحية الشهامة.. تفاصيل مقتل أحمد على يد صديقه بالمرج
ضحية الشهامة.. التعدي على شاب بالأسلحة البيضاء في الشيخ زايد
صرصار قتل إبني.. والد «ضحية الشهامة» بالسلام يكشف تفاصيل الواقعة