“مكناش متفاهمين”.. تعد هذه كلمة السر وراء ارتفاع معدلات الطلاق بين الفئات الشابة، كما جاءت الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، حيث زادت معدلات الطلاق خلال 2021 بنسبة 14.7% مقارنة بمعدلات 2020.
وعن هذه الأرقام، تزايدت التساؤلات عن الأسباب الكامنة وراءها، ولكن اللافت أن معادلة الزواج في المجتمع تغيرت، حتى إن أسباب الطلاق خلال الآونة الأخيرة غير متوقعة وقد لا يقتنع بها الكثيرون.
أغرب أسباب الطلاق والخلع
ومن أغرب أسباب الطلاق والخلع التي تداولتها مواقع الإنترنت وصفحات الجرائد، أن سيدة قررت خلع زوجها لأنه لا يستطيع التحدث معها بالإنجليزية، وأخرى خلعت زوجها لرفضه دفع فاتورة العشاء، وجاءت قصة جديدة عن اعتراضه لحجز مصيف بمدينة شرم الشيخ، والمثيرة أيضًا أن زوجة قررت اللجوء للخلع فقط لأنه يقوم بكل شغل البيت، من أجل راحتها، فكانت النتيجة الخلع.
وعلى الرغم من أن هذه الأسباب غير مقنعة و”مضحكة” للكثيرين، إلا أن حماية المرأة وحقوقها كامنة وراء كل حالة، كما أن هناك أسباب أكثر حزمًا تحافظ المرأة من خلالها على كرامتها وحقوقها.
أين ذهبت نصائح الأم المتوارثة ؟
ولكن أين ذهبت نصائح الأم المتوارثة “متخربيش على نفسك يا بنتي” و”استحملي ما دام لا بيمد ايده عليكي ولا بيشرب مخدرات”؟ فهل باتت شبح مرعب للشابات في مجتمعنا، تهربن منه لحماية حقوقهن وكرامتهن؟
وهنا كشف الدكتور نبيل القط، استشارى الطب النفسي، أن جيل النساء الآن يعرف حقوقه جيدًا ولا يقبلن بالتنازلات التي كانت تقدمها غيرهن من أجيال ماضية.
وأضاف أن الجيل الحالي لن يخضعن لكافة العادات المتوارثة والقوانين الماضية القاهرة للنساء، مشيرًا إلى أن النصائح المتوارثة “متخربيش على نفسك يا بنتي” و”استحملي ما دام لا بيمد إيده عليكي ولا بيشرب مخدرات” لم تقف عائقا الآن أمام طريقهن نحو البحث عن حقوقهن.
وأوضح القط أن معادلة الزواج والطلاق تغيرت خلال الآونة الأخيرة، فلم يعد الطلاق حدثا قاسيًا كما كان من قبل، ولقب مطلقة بات أكثر تقبلا في ظل ارتفاع معدلات الطلاق بين مختلف فئات وشرائح المجتمع.
وأكد الاستشاري أن ارتفاع معدلات الطلاق يجعلنا نعيد تصحيح المفاهيم المتوارثة عن منظومة الزواج، ويجب أيضًا التأكد من أن النساء لا ترغب في هدم عشها من دون أسباب مقنعة.