وأشاد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بقرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بتغيير خطبة الجمعة لكي تتواكب مع الأحداث، مضيفا: «أول مرة في حياتنا نشوف وزارة الأوقاف مرتبطة بالأحداث في الشارع المصري والعربي والعالم».تابع عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc» اليوم الخميس: «علماء وزارة الأوقاف متصلين بالشارع، وعارفين ما يحدث فيه، الأئمة كلهم بيأخدوا التعليمات في وقت واحد، والوزارة حاسة بنبض الشارع ونبض المجتمع، وهذا المنبر الذي كنا نتمناه».
أجرت وزارة الأوقاف تغييرا لموضوع خطبة الجمعة اليوم الموافق 13 أكتوبر للمرة الثانية، لتكون بعنوان «الوعي الرشيد.. وأثره في مواجهة التحديات»، بعد أن كان محدد لها سابقا عنوان «فضل إغاثة المكروبين».
نص خطبة الجمعة اليوم
«الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سَيِّدَنا ونبينا محمدًا عبده ورسولُهُ اللَّهُمَّ صَلَّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن الوعي بقيمة الوطن، وبالتحديات التي يواجهها، وبالمخاطر التي تحيط به أمر لا غنى عنه، خاصة ونحن في مرحلة شديدة الحرج في تاريخ منطقتنا ؛ فالمخاطر جسام والتحديات هائلة، والأعداء بنا متربصون والأمرُ أقرب ما يكون إلى زمن الفتن التي تجعل الحليم حيران لشدة اختلاط الأمور، واضطرابها، وتقلبها، اللهم إلا على من من الله عليهم بالحكمة والخبرة وإدراك الواقع وحجم التحديات».
موضوع خطبة الجمعة اليوم
وتطرق موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف إلى مسألة الوعي بالمخاطر: «وإن الوعي بالمخاطر يحتاج إلى الدراسة والفهم والتحليل وإعمال العقل الذي كرم الله (عز وجل) به الإنسان حتى يميز بين الصالح والطالح، إذ يقول سبحانه: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، ويقول سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي أنشأ لَكُمُ السَّمْعَ – وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ، وقد نعى القرآن الكريم على أولئك الذين لا يعملون عقولهم في التفكر والتدبر ولا يستخدمونها فيما خلقت له، فقال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}. ولعل من أخطر التحديات التي تواجهنا تلك التحديات التي تهدد أمننا واستقرارنا في أوطاننا، فالأمن نعمة من أجل نعم الله عز وجل على الإنسان، حيث يقول سبحانه: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانِ فكفَرَتْ بِأنْعُم اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْعُونَ”.وتكمل خطبة الجمعة اليوم: “فبدون الأمن والأمان لا يهدأ للإنسان بال، ولا تطمئن له نفس ولا يهنأ بالحياة حتى لو أوتي الدنيا بحذافيرها، فسعادة الدنيا ونعيمها في تحقق الأمن والاستقرار، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سربه، مُعَافَى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حيزَتْ لَهُ الدُّنْيا)، فبدون الأمن لن تقوم دولة، ولن يطمئن أحد على نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله ومن أجل الحفاظ على الوطن وأمنه وأمانه يجب علينا أن نكون جميعًا في يقظة – ووعي، وحيطة وحذر، وأن نستفيد من تجارب الحياة وخبراتها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُدُوا حِدْرَكُمْ)، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم) : (لا يُلْدَعُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْن. ولنعلم أن حفظ ودوام أمن وطننا أمانة في أعناقنا جميعا، كل في مجاله وميدانه كيف لا ؟ والحفاظ على الوطن من أهم الضروريات لحفظ الدين وبقاء الدنيا، فبدون الوطن لن نتمكن من عبادة الله (عز وجل)، وبدون الوطن لن نستطيع إعمار الأرض التي أمرنا الله (عز وجل) بإعمارها».
تُختتم خطبة الجمعة اليوم بـ: «أن نعمل بكل قوة على النهوض بمجتمعنا ووطننا علميًا وثقافيا واقتصاديًا بمزيد من الجهد والعرق والعمل والإتقان، فقد حتَّنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على العمل وإتقانه، فقال: من بات كالا من عمله بات مغفورا له، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : «إن الله تعالى يُحِبُّ إذا عمل أحدكم عملا أنْ يُتقنه»، فعلى شبابنا أن يدرك أن الوعي الحقيقي هو البناء لا الهدم، والإعمار لا التخريب وعليهم أن يقتحموا الصعاب وأن يواجهوا التحديات بعزيمة قوية وروح وثابة نحو البناء والتعمير وعمارة الكون وحب الخير للناس جميعًا، مؤمنين بحق الجميع في الحياة الكريمة، بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو العرق وإننا لندعو إلى حقن الدماء وعدم ترويع الأمنين، آملين أن يستيقظ ضمير البشرية قبل فوات الأوان لتعمل جميعًا على إحلال السلام الإنساني محل الدمار والقتل والتخريب.سائلين الله عز وجل أن يحفظ أوطاننا من كل سوء ومكروه وسائر بلاد العالمين».